للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن ذلك المخطوط المختصر المكتشف- ونسخه ثلاث- من لدن بوركهاردت غير" المنتقي" الذي ألّفه العالم محمد بن فتح الله البيلوني الذي تحدثنا عنه عند تعرضنا للنسخ المخطوطة من ابن بطوطة، وقد انتقل المخطوط بعد وفاة البيلوني- إلى مكتبة جامعة كيمبريدج. وعلى هذا المخطوط، وتحت إشراف الجمعية التي تعني بترجمة المكتبة الشرقية اشتغل العالم المستشرق صامويل لي (Samuel lee) فترجمه إلى الإنجليزية وزوّده بعدد من التعليقات المفيدة.

وعن هذا المختصر قال دوزي كلمته الصادقة التي سجلها عند الحديث عن مخطوطة ابن بطوطة التي كان يمتلكها المؤرخ الإسباني دي كايانكوس De Gayangos على ما أسلفنا.

وأحب أن أضيف هنا معلومة أخرى، تلك أنه إلى جانب (منتقى) البيلوني، وجدنا في المشرق، وبالذات في مصر (منتخبا) آخر للرحلة مجهول المؤلف ولكنه عرف بعنوان" مختصر الأزهري» على ما قلناه ...

وبعد هذا الحديث عن هذه المختصرات للرّحلة، أنتقل إلى (الرحلة) في نصها الكامل، وعلى ما عرفت به بعد في التاريخ المعاصر بسفريها الأول والثاني.

وهنا نلاحظ أن المستشرق البرتغالي الأب جوزي دي سانطو انطونيو مورا (P.Jose de

Santo Antonio Moura)

قام عام ١٧٩٧ بترجمة السفر الأوّل من الرحلة الأصلية إلى البرتغالية ونشرته" الأكاديمية" في ليشبونة عام ١٨٤٠ على ما أسلفناه ...

وهذه الترجمة تقوم على مخطوط كان هذا الأب اشتراه أثناء مقامه بمدينة فاس عندما صحب السفارة البرتغالية- ترجمانا- إلى بلاط العاهل المغربي السلطان مولاي سليمان عام ١٢١١- ١٢١٢- ١٧٩٧- ١٧٩٨ قريبا من تاريخ مقام ضومباي بطنجة وكذلك تاريخ مقام دولابّورط بها وبمدينة الصويرة ...

وفي مقدمته يؤكد الأب مورا أنه قام بترجمة أمينة لهذا الجزء مضيفا إلى هذا أن المخطوط مكتوب بخط جميل ومعتنى به أكثر ما يكون الاعتناء، بل إنه (أي الأب مورا) يعتقد أنه منقول مباشرة من النسخة التي كتبها ابن جزي بخطه «٤» ومما يلاحظ أنّ الأب (مورا) لم يبدأ الترجمة إلى البرتغالية إلّا من الفقرة التي تتحدث عن خروج ابن بطوطة من طنجة لأنه- على ما قال- لم يعثر على الورقتين الأوليين لهذا السفر، وفعلا فإن المخطوط كما وقفت عليه في مكتبة الأكاديمية العلمية بلشبونة عدة مرّات مبتور الورقات الأولى ...

<<  <  ج: ص:  >  >>