للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان مما لوحظ على عمل الأب مورا أنه أسقط الأبيات الشعرية من حسابه فلم يترجمها! بل وقد أهمل كلّ النقول عن ابن جبير إلخ ... أكثر من هذا. لقد حذف بعض المقاطع برمّتها، مثلا ما يتصل بعلماء الإسكندرية ... وقد برّر هذا الصنيع منه بقوله:" إن اللائحة واسعة ومزعجة." وهكذا كان عمله عند ذكر ملوك مصر وقضاتها وعلمائها وأعيانها ...

وكان هذا فعله وهو يصف مكة والمدينة ... إنّ ما حذفه كان يوازي ربع السفر الأوّل، علاوة على تساهله في ضبط المواقع الجغرافية والشخصية على ما لاحظه الباحثان المعروفان رينو (Reinaud) ودوزي. (Dozy)

والحديث عن محاولة الأب مورا يجرّنا إلى الحديث عن بقية من حاولوا ترجمة الرحلة.

... وهنا لابد من التّذكير بأن هناك أجزاء كثيرة ومهمة من الرحلة الأصليّة أمست مترجمة إلى عدة لغات ...

وقد كان في أوّلها قطعة جيّدة تتعلق بالسّودان ترجمها البارون دوسلان مصحوبة بعدد من التعاليق، ومتبوعة- وهذا مهمّ- بخطاب بعث به دوسلان إلى رينو حول المخطوط الأصلي للرّحلة «٥» .

وقد أتى بعد هذا إدوار دولوريي (Edouard Dulaurier) فقدم إلينا في (جورنال أسياتيك «٦» ) النصّ والترجمة مصحوبين بالتعاليق للقسم من الرحلة الخاص بجزر الأرخبيل الهندي، ثم قام كلّ من ديفريميري (Defremery) وسانكينيتي (Sanguinetti) مرّات متلاحقة بترجمة أطراف واسعة من الرحلة الأصلية. وهكذا نشر، بادى الأمر، القسم الخاص برحلة ابن بطوطة إلى فارس وإلى آسيا الوسطى «٧» ، ثم كان الحديث عن الرحلة إلى القرم وقفجق «٨» ثم أيضا الرحلة إلى آسيا الصغرى»

... ثم الفصل المتعلق بالسلطان المغولي الذي كان يحكم العراقين: عراق العرب وعراق العجم ويحكم كذلك خراسان وهو السلطان أبو سعيد بهادور «١٠» طبعا كلّ هذه الأعمال كانت مصحوبة بالتعاليق التي يقتضيها الحال أنذاك.

وفي بداية سنة ١٨٥٢ قدّم شيربونو (Cherbonneau) أستاذ العربية بقسطنطينة ترجمة مختصرة لقسم أول من الرحلة إلى أن أخذ ابن بطوطة طريقه نحو سوريا، علاوة على المقدمة

<<  <  ج: ص:  >  >>