وكل هذه القرى والمنازل هي بالجبل وعند أصل الجبل في هذا الطريق درخت روان، ودرخت هي بفتح الدال المهمل والراء وسكون الخاء المعجم وتاء معلوة، وروان بفتح الراء والواو وألف ونون، وهي شجرة عادية لا يسقط لها ورق، ولم أر من رأى ورقها، ويعرفونها أيضا بالماشية «٢٦٦» لان الناظر اليها من أعلى الجبل يراها بعيدة منه قريبة من أسفل الجبل، والناظر اليها من أسفل الجبل يراها بعكس ذلك! ورأيت هنالك جملة من الجوكيين ملازمين أسفل الجبل ينتظرون سقوط ورقها وهي بحيث لا يمكن التوصل اليها البتّة ولهم أكاذيب في شأنها من جملتها أن من أكل من أوراقها عاد له الشباب إن كان شيخا وذلك باطل! وتحت هذا الجبل الخور العظيم الذي يخرج منه الياقوت، وماؤه في رأى العين شديد الزرقة.
ورحلنا من هنالك يومين إلى مدينة دينور، وضبط اسمها بدال مهمل مكسور وياء مد ونون وواو مفتوحين وراء، مدينة عظيمة على البحر يسكنها التجار «٢٦٧» ، وبها الصنم المعروف بدينور في كنيسة عظيمة فيها نحو الآلف من البراهمة والجوكية ونحو خمسمائة من النساء بنات الهنود، ويغنين كلّ ليلة عند الصنم ويرقصن، والمدينة ومجابيها وقف على الصنم وكل من بالكنيسة، ومن يرد عليها، ياكلون من ذلك، والصنم من ذهب على قدر الأدمي، وفي موضع العينين منه ياقوتتان عظيمتان أخبرت أنهما تضيئان بالليل كالقنديلين.
ثم رحلنا إلى مدينة قالي «٢٦٨» ، بالقاف وكسر اللام، وهي صغيرة على ستة فراسخ من دينور، وبها رجل من المسلمين يعرف بالناخودة ابراهيم أضافنا بموضع، ورحلنا إلى مدينة كلنبو «٢٦٩» وضبط اسمها بفتح الكاف واللام وسكون النون وضم الباء الموحدة وواو، وهي من أحسن بلاد سرنديب واكبرها، وبها يسكن الوزير حاكم البحر جالستي «٢٧٠» ومعه نحو خمسمائة من الحبشة.