هناك بعض الكلمات المغربية التي استعملها ابن بطوطة بحكم أنه كان يعيش معها، هاته الكلمات لم تجد عند باحثينا عناية بها للبحث عنها في الفضاء المغربي فراحوا يبحثون عنها في قواميس بعيدة عن بيئتنا!! وأذكر على سبيل المثال كلمة (الفقّاع) المغربية التي تعنى بكل بساطة: الفطر أو الكمأة لكن زملاءنا رأوا فيها ما يوحي بنبيذ الشعير ... !
وإلى جانب الفقاع نذكر كلمة مغربية أخرى: بوقنينة التي حيّرت أصدقاءنا فوضع بعضهم علامة استفهام عليها، وراح بعضهم يبحث عن معني لها من خلال معنى القنّينة عند المشارقة، مع أن الكلمة معروفة في شمال المغرب الذي ينتسب إليه ابن بطوطة، وهو نبات قصير يكثر في المناطق الجبلية يستعمل لعدّة أغراض. وقد حفظ في الأمثال المغربية هناك:
" غرسته حبق فخرج لي بوقنينه"! «٢٧» ولقد تعب الناشران في البحث عما تترجم به كلمة (البوجات) المستعملة في المغرب بمعنى: الهودج أو المحفّة التي تحمل فيها العروس، فراحا يبحثان عن معناها في اللّغات الأسيوية. وقد التبست عليهما كلمة القريّة (كهديّة) فقراها القربة بالباء (١٤٦ -IV) ! ونذكر إلى جانب هذا كلمة (المقيّرة) التي استعملها ابن بطوطة نعتا للجبة عند ما وقع أسيرا بأيدي الهنود وغدا مدينا بحريته لشابّ هندي أعطاه الرحالة المغربي جبته- وكانت من نوع رفيع- فأعطاه الشاب الهندي جبة مقيّرة باليّة. هنا بالرغم من أن الناشرين الاثنين يريان أن النسخ التي يتوفران عليها تكتب المقيّرة فانهما- كما يؤكدان في التعليق- لم يتردد افي أنها (المنيرة) بالنون عوض القاف وراحا يبحثان في الأصل الفارسي عن الكلمة وترجماها بالفعل بأنها آتية من النّيلة الفارسية، ومع أن كلمة مقيّرة معروفة إلى الآن عند المغاربة بمعنى وسخة كأنها مطليّة بالقار، يقال ثوبه مقير يعني عليه طبقات من الأوساخ ...
والجدير بالذكر أن المخطوطات التي نتوفر عليها بما فيها مخطوطة گايانگوس والخزانة الملكية والخزانة العامة، وفيها ما نعتقد أنه بخط الرحالة المغربي، كلّها وبدون استثناء ترسمها مقيّرة على نحو ما نعرفه نحن اليوم.
وقد كان من هفوات الترجمة أنه في معرض الثناء على زوجة له طيبة المعاشرة، ذكر أنه إذا تزوج عليها بخّرت ثيابه، فقد ترجما (تزوج عليها) بما يفيد أنه (تزوج بها) وقد كان من التعسّف تفرقتهم- في الترجمة- بين كلمة العشارين (٢٧٥ -٢٠٤ -IV) وقد كان مما أثار انتباهنا- وقد وقفنا في (مالديف) على اللّوحة التي تنص على اسم