للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللحمِ) (٩).

فلو حاولنا تلمّس منهج الأعلم لوجدناه ينسب الشاهد إلى بابه، ثم يذكر قائله إنْ كانَ معلومًا، ثم يذكر موضع الشاهد في البيت، وبعد ذلك بشرح المعنى العام للبيت، ومعاني المفردات.

ويمكننا تفصيل سمات منهجه بما يأتي:

١ - يبدأ بذكر موضع الشاهد في البيت الذي أنشده سيبويه كما رأينا في البيت المتقدم، فإنْ كان في البيت شاهد آخر فإنّه يذكره أحيانا كقوله بعد البيت:

إذا ما الخُبْزُ تَأدِمُه بلَحْمٍ … فذاكَ أَمانَةَ الله الثَريدُ

(الشاهدُ فيه رفع ما بعد إذا كما تقدّم، ونَصَبَ أمانة الله بإسقاط حرفِ الجرّ ووصول الفعل المضمر، والمعنى أحلفُ بأمانة الله) (١٠).

وإذا اختلفَ النحويون في موضع الشاهد فإنّه يذكره عند سيبويه ثم يذكر آراءَ غيرهِ من النحويين، كقوله بعد الشاهد:

أيَامَ جُمْلٍ خليلًا لو يَخافُ لها … صُرْمًا لَخُولِطَ منه العَقلُ والجَسَدُ

(الشاهد فيه نصبُ خليل على الاختصاص والتعجب، وقال بعض النحويين: إنّما احتجّ به لنصب الأيّام على الاختصاص كما نَصَب بني مِنْقرٍ ونحوه على ذلك) (١١).

فإنْ وردت أبيات متعدّدة والشاهد فيها واحد، فإنّ الأعلم يكتفي بذكر موضع الشاهد في البيت الأول، ويشير في الأبيات التي تليه إلى أنّ القول فيه كالقول في الذي قبله (١٢).


(٩) الشاهد: ٣٥.
(١٠) الشاهد: ٦٢٧، وينظر أيضا الشاهد: ٥٠٢.
(١١) الشاهد: ٤٦٨، وينظر أيضا الشاهد: ٨٦.
(١٢) الشاهد: ٣٤ والشواهد الثلاثة التي تليه، وينظر أيضا الشاهد: ٤٤ والذي بعده.

<<  <   >  >>