للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - يُكثر العناية بذكر التقدير في الشواهد، كقوله بعد البيت:

إذا لم تَزَل في كُلِّ دارٍ عَرَفْتَها … لها واكفٌ من دَمْعِ عَينِك يَسْجُمِ

(وتقدير لفظ البيت، إذا لم تزل في كلِّ دارٍ عرفتها من ديار الأحبة يسجم لها وأكفٌ من دمعِ عينك) (١٣)، فإنْ كان هنالك خلاف بين النحويين في التقدير فإنه يذكره، كقوله بعد البيت:

فواعِدِيهِ سَرْحَتيَ مالكٍ … أو الرِّبَى بينَهما أَسْهَلا

فكأنه قال: ائتي أسهلَ الأمرين عليك، وغيرُ سيبويه يقدّره تقدير يكن أسهَلَ عليك) (١٤).

والأعلمُ لا يكتفي بذكر تقدير مخالفي سيبويه بل يشير إلى أولى التقديرين (١٥)، وقد يخالفُ سيبويه في التقدير كقوله بعد الشاهد:

فما أنا والسَيرَ في مَتْلَفٍ … يُبَرَّحُ بالذكَرِ الضابِط

(الشاهد فيه نصبُ السير بإضمار الملابسةٍ، لأنّ معنى ما أنا والسير، مالي ألابِسُ السيرَ وأتشبّث به، فكأنّه قال: ما أنا وملابَسَتي السير، وقدره سيبويه ما كنتُ والسيرَ، وكيفَ أكونُ) (١٦).

٣ - قد يُعربُ البيتَ الشاهدَ جميعه، كقوله بعد بيت لبيد:

فغَدَتْ كِلا الفَرْجَينِ تَحسبُ أنّه … مَولى المَخافَةِ خَلفُها وأمامُها

(وكِلا في موضع رفعٍ بالابتداء، وتحسب مع ما بعدها في موقع المخبر، والهاء


(١٣) الشاهد: ٦٣٠.
(١٤) الشاهد: ٢١٨.
(١٥) الشاهد: ٢٠٩.
(١٦) الشاهد: ٢٣٨.

<<  <   >  >>