للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أَلْيَنُ (١) قُلُوبًا، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً" (٢)، ويروى: "أَضْعَفُ قُلُوبًا" (٣)، الرقة: اللين، والضعف مثله، وهو هاهنا ضد القسوة والشدة التي وصف بها غيرهم في الحديث والإشارة به إلى سرعة إجابتهم للإيمان وقبولهم الهدى كما فعلت الأنصار، وفرق بعض أرباب المعاني بين اللين في هذا والرقة، وجعل اللين ما تقدم ذكره، والرقة عبارة عن صفاء القلب وإدراكه من المعرفة ما لا يدركه من ليس قلبه كذلك، وأن ذلك موجب لقبولهم وسرعة إجابتهم. وقيل: يجوز أن تكون الإشارة بلين القلب وضعفه إلى خفض الجناح وحسن العشرة، وبرقة القلب إلى الشفقة على الخلق والعطف والرحمة.

وفي وصف أبي بكر - رضي الله عنه -: "كَانَ رَقِيقًا" (٤) إشارة إلى كثرة البكاء؛ لسرعة نفوذ الموعظة قلبه.

قوله: "في الرِّقَةِ رُبْعُ العُشْرِ" (٥) هي الفضة مسكوكة وغير مسكوكة، وجمعها: رقاق ورقات، وأصله: ورِقة، كعِدة وزِنة.

قوله: "كَالرَّقْمَةِ في ذِرَاعِ الحِمَارِ" (٦) هي كالدائرة فيه، وقيل: هي شبه الظفر يكون في ذراع الدابة. و"الرَّقِيمُ" (٧): الكتاب. ومنه: رقيم أصحاب


(١) في النسخ الخطية: (أرق)، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٣١٧ والصحيحين.
(٢) البخاري (٤٣٨٨)، مسلم (٥٢/ ٩٠) من حديث أبي هريرة.
(٣) البخاري (٤٣٩٠)، مسلم (٥٢/ ٨٤، ٨٩).
(٤) البخاري (٦٨٧)، مسلم (٤١٨) من حديث عائشة.
(٥) "الموطأ" ١/ ٢٥٧ من قول عمر، البخاري (١٤٥٤) من حديث أنس، وهو كتاب أبي بكر إلى البحرين.
(٦) البخاري (٦٥٣٠)، مسلم (٢٢٢) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٧) البخاري قبل حديثي (٣٤٦٥، ٤٧٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>