للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكهف، لوح كان فيه أسماؤهم. ومنه في تسوية الصفوف: "حَتَّى يَدَعَهَا كَالْقَدَحِ وَالرَّقِيمِ" (١)، فالقدح: السهم المقوم، والرقيم: السطر المكتوب.

وقيل: "الرَّقِيمُ": اسم قريتهم. وقيل: اسم كلبهم.

قوله: "كَانَ يَزِيدُ في الرَّقْمِ" (٢) أصله ما يرقم على الثياب، أي: ما يكتب من أشريتها لتقع المرابحة عليه أو يغتر به السائم لها، ثم استعمله المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه، تشبيها بالتاجر الذي يكذب في رقومه.

و"الرُّقَى" (٣): جمع رقية، والفعل منه: رقى يرقي، وهو التعويذ.

قوله: "فَرَقِيَ عَلَى الصَّفَا" (٤) بكسر القاف، وفتحها (في المستقبل) (٥)، ومنه: "فَرَقِيَ فَوَجَدَ كَلْبًا" (٦) وضبطناه عن ابن عتاب وابن حمدين: "فَرَقَى" وكلاهما مقولان، والأول أفصح، والهمزة مع فتح القاف لغة طيئ، قليلة.


(١) ذكره بهذا اللفظ: الخطابي في "غريب الحديث" ١/ ٢٢، والزمخشري في "الفائق" ٣/ ١٦٥. ورواه البغوي في "مسند ابن الجعد" (٥٦٣)، وابن حبان ٥/ ٥٤٩ (٢١٧٥) عن النعمان بن بشير قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُسَوِّي الصَّفَّ حَتَّى يَدَعَهُ مِثْلَ الْقَدَحِ أَوْ الرُمْحِ ... ".
(٢) مقدمة "صحيح مسلم" ص ١٧.
(٣) البخاري ترجمة قبل حديث (٥٧٣٥)، ومسلم (٢١٩٩/ ٦٢ - ٦٣) من حديث جابر.
(٤) مسلم (١٢١٨) من حديث جابر، وفيه: "فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ".
(٥) في (س): (والمستقبل).
(٦) "الموطأ" ٢/ ٩٢٩، البخاري (٢٣٦٣)، مسلم (٢٢٤٤) من حديث أبي هريرة، بلفظ: " ... ثُمَّ خَرَجَ فَإذَا هُوَ بكَلْبٍ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرى مِنَ العَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذِي بَلَغَ بِي. فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْب ... " الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>