للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُبَطَّا، وكذلك ما تجاسر عليه القاضي أبو الوليد هشام بن أحمد الْوَقَّشِي (١) - رحمه الله - من إصلاحاته في الصحيحين، وفي استدراكاته (٢) على ابن إسحاق (٣) في "سيره"، فبحسب هذِه الإشكالات والإهمالات الواقعة في مصنفات الحديث الثلاث، التي هي كَفُّ الإِسلام الحاوية لمعظم شرائعه وسننه في أحسن تصنيف وأبدع نظام، التي هي "الموطأ" وصحيحا البخاري ومسلم رحمهم (٤) الله، انتدبت إلى بيان ما سمح به ذكري، واقتدحه (٥) فكري،


(١) هو: هشام بن أحمد بن هشام بن خالد بن سعيد أبو الوليد، الكاتب المعروف بالوقشي الكناني الأندلسي، من أهل طليطلة، عارف بالأحكام والحديث، ولد سنة ثمان وأربعمائة، أخذ العلم عن: أبي عمر الطلمنكي وأبي عمرو السفاقسي وأبي عمر بن الحداد وغيرهم. وولي القضاء، وكان من أعلم الناس باللغة والنحو، ومعاني الأشعار والعروض، وصناعة الكتابة، شاعر فقيه عالم بالشروط، فاضل في الفرائض والحساب والهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء.
قال عياض: كان غاية في الضبط، نسابة، له تنبيهات وردود، نبه على كتاب أبي نصر الكلاباذي، وعلى "مؤتلف الدارقطني"، وعلى "الكنى" لمسلم، ولكنه أتهم بالاعتزال، وألف في القدر والقرآن، فزهدوا فيه.
توفي بدانية يوم الاثنين لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين وأربعمائة. ومن تآليفه "نكت الكامل للمبرد".
انظر ترجمته في: "الصلة" ٢/ ٦٥٣ - ٦٥٤، "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ١٣٤، "بغية
الوعاة" ٢/ ٣٢٧ - ٣٢٨ (٢٠٢٩)،
(٢) في (د، أ): (استدرا كه).
(٣) محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار - وقيل: ابن كُوثَان - العلامة الحافظ الأخباري، أبو بكر - وقيل: أبو عبد الله، صاحب "السيرة النبوية" رأى أنس بن مالك. قال محمَّد بن سعد: كان ثقة. مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة. انظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٧/ ٣٢١، "تهذيب الكمال" ٢٤/ ٤٠٥.
(٤) في (أ): (رحمها).
(٥) في (أ): (اقترحه).

<<  <  ج: ص:  >  >>