للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزمتي (١)، وبلغني فيه غاية قصدي، وكمل لي هذِه الأغراض في مداواة (٢) تلك الأمراض، رجوت أن لا يبقى على طالب معرفة هذِه الأصول المذكورة إشكال، وأن يستغني الناظر فيه بما يقف عليه منه عن الرحلة إلى متقني أهل هذِه الصناعة إن ظهر في قطر من الأقطار، بل يكتفي - إن شاء الله - بمقابلة كتابه بكتابٍ قرئ عليَّ أو سمع مما يجد عليه خط يدي، ثم إن أشكل عليه لفظ وجد بيانه فيه، إلَّا ما لا بدَّ من فوته بحكم البشرية التي منعت الإحاطة والكمال، وألزمت الغفلة والنقصان، والخطأ والذهول والنسيان، فهو كتاب يحتاج إليه الشيخ الراوي، كما يلجأ إليه الحافظ الواعي، ويتدرج به (٣) المبتدي، كما يتذكر به المنتهي، ويضطر إليه طالب الفقه (٤) والاجتهاد، كما لا يستغني عنه راغب السماع والإسناد، ويحتج به الأديب في مذاكرته، كما يعتمده المناظر في محاضرته، وسيعلم من وقف عليه من أهل المعرفة قدره، ويوفيه أهل الإنصاف حقه؛ فإني نحلت فيه معلومي، وبثثته (٥) مكتومي، وأودعته محفوظي ومفهومي، وسمحت فيه بمصونات الصنادق والصدور، ومضنونات المهارق (٦) والصدور، مما لا يبيحون خفي ذكره لكل ناعقٍ، ولا يبوحون بسره إلا لطالبي الحقائق،


(١) في (ظ، د، أ): (عزمي).
(٢) في (د، ظ): (مداراة).
(٣) في (ظ): (له).
(٤) في (د، ظ، أ): (التفقه).
(٥) في (د): (بثثت فيه).
(٦) المهْرَقُ: الصحيفة البيضاء يكتب فيها، فارسي معرب، والجمع: المَهارِق. "اللسان" ٨/ ٤٦٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>