للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أَبْهَر" (١) الأبهر: عرق بمكتنف الصُّلبِ، وهما أبهران، وكأن أصله من البهرة وهي وسط كل شيء، أو من البهر وهو الغلبة، ورجل شديد الأبهر، أي: الظهر، فسميا بذلك لشدهما للظهر وغلبتهما عليه كما قال

الشاعر: وَتَرْكَبُ يَوْمَ الرَّوْعِ مِنَّا (٢) فَوَارِسٌ ... بَصِيرُونَ (٣) في طَعْنِ الأبَاهِرِ وَالكُلَى (٤)

وإنما ذكرنا الأبهر ها هنا؛ للزوم الهمزة له بكل حال، وإن كانت مزيدة في أوله (٥).

قول عائشة - رضي الله عنها - في حَفْصَةَ - رضي الله عنها -: "وكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا" (٦) أي: شبيهة به في حدَّة الخُلُق والعجلة في الأمور، وقيل: في قوة النفْس والمبادرة إلى تعرُّف ما يُجهل من غير ضَعفٍ ولا تأنٍّ.

قوله: "نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ" (٧) قيده بضم الباء والتخفيف لا غير (٨)، أي: نتهمه


(١) البخاري (٤٤٢٨) من حديث عائشة، وفيه: "وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ".
(٢) في (س، ظ): (فينا).
(٣) كتب فوقها في (س): (يصيبون).
(٤) في (س): (الكلل).
والبيت نسبه غير واحد لزيد الخيل. انظر: "أدب الكاتب" (ص. ٤٠)، "المخصص" ٤/ ٢٣٩.
(٥) قلت: يشير المصنف - رحمه الله - إلى أن بعضهم قد يورد هذا في مادة: (بهر)، وهذا هو صنع القاضي عياض في "مشارق الأنوار" ١/ ٢٧٦.
(٦) "الموطأ" ١/ ٣٠٦.
(٧) البخاري (٥٠٠٧) من حديث عن أبي سعيد الخدري.
(٨) ورد بهامش (د): (وفي "الصحاح" بضم الباء وكسرها).

<<  <  ج: ص:  >  >>