للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "أَنَا النَّذِيرُ، فَالنَّجَا" (١) النجا مقصور، يعني: التخلص، وكذلك النجاة، وقد يمد فيقال: نجاء، حكاهما ابن ولاد (٢)، والأول أشهر، وفي "الأفعال": نجا من المكروه: خلُص، وكل شيء [مثله] (٣) أسرع (٤)، وهو عندي بمعنى: سَبَق وفات.

وقوله: "فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا" (٥) أي: أسرعوا عليها السير ما دامت قوية عليه قبل الهزال والضعف، والنقي: المخ، ثم يقال للشحم: نقي.

وقوله: "ورَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- نَجِيٌّ مَعَ رَجُلٍ" (٦) أي: مسارٌّ، يقال: رجل نجي، ورجلان نجي، ورجال نجي، ومثله في رواية الأصيلي في قوله: {خَلَصُوا نَجِيًّا} [يوسف: ٨٠] قَالَ: (والْجَمِيعُ (٧) نَجِيٌّ، وَالْجَمْعُ


(١) البخاري (٦٤٨٢، ٧٢٨٣)، ومسلم (٢٢٨٣) من حديث أبي موسى.
(٢) "المقصور والممدود" ص ١٠٩. وابن ولاد هو: أحمد بن محمَّد بن الوليد أبو العباس التميمي المصري، من كبار النحاة، وكذا أبو وجده. سافر إلى العراق، وأخذ عن أبي إسحاق الزجاج وطبقته. صنف كتاب "الانتصار لسيبويه على المبرد" وهو من أحسن الكتب، "المقصود والممدود"، وكان هو وأبو جعفر النحاس شيخي مصر في زمانهما، وقد روى عن المبرد أيضًا. حدث عنه: عبد الله بن محمَّد بن سعيد المصري الشاعر. توفي بمصر سنة أثنتين وثلاثين وثلاثمائة. انظر ترجمته في: "معجم الأدباء" ١/ ٦٠٢ - ٦٠٣، "إنباه الرواة" ١/ ٩٩ - ١٠١، "تاريخ الإِسلام " ١/ ٢٥٢٣.
(٣) من "الأفعال".
(٤) "الأفعال" ص ١١٥.
(٥) "الموطأ" ٢/ ٩٧٩ من حديث خالد بن معدان.
(٦) مسلم (٣٧٦) من حديث أنس بلفظ: "ورَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- نَجِيٌّ لِرَجُلٍ".
(٧) ساقط من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>