للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه: "انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ" (١)، و"انْفُذْ بِسَلَامٍ" (٢) أي: انفصل وامض مسلَّمًا.

وقوله: "وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ" (٣) أي: جماعة رجالنا مسافرون. والخلوف: الذين غاب رجالهم عن نسائهم، والنفر: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقد يريد ها هنا بالنفر من بقي من النساء، أو يريد به الرجال الغيب.

وقوله (٤): "لَوْ هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا" (٥) أي: رجالنا. جمع نفر، والنفر والنفرة (٦) والنفير والنافرة كل هذا رهط الرجل الذين ينصرونه، وفي رواية السمرقندي: "مِنْ أَنْصَارِنَا". والمعنى واحد، والمنافرة: المحاكمة، ونافرت الرجل: حاكمته إلى من يُغَلِّب أحدنا ويُفَضِّله على الآخر، يقال: تنافر إلى الحاكم فنَفَر فلانًا، ونفَّره أيضًا، أي: غلبه.

وقوله في حديث ابن صياد: "فَنَفَرَتْ عَيْنُهُ" (٧) أي: ورمت، وكذلك الفم وغيره من الجسد.

وقوله: "إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ" (٨) أي: مشددين، والنفار: الشرود والفرار، ومنه: نفرت الدابة. أي: لا تشددوا على الناس وتخوفوهم فتبغضوا إليهم الإِسلام، وتصدوهم عنه.


(١) البخاري (٣٠٠٩، ٣٧٠١، ٤٢١٠)، ومسلم (٢٤٠٦) من حديث سهل بن سعد.
(٢) "الموطأ" ٢/ ٩٨٥ عن يحيى بن سعيد أن عيسى ابن مريم لقي خنزيرا فقال له ذلك.
(٣) البخاري (٣٤٤) من حديث عمران بن حصين، وفيه: "وَنَفَرُنَا خُلُوفًا".
(٤) قبلها في (س، ش، م): (صوابه وقول المرأتين). وهي ليست في "المشارق" ٢/ ٢٠ أيضًا.
(٥) مسلم (٢٤٧٣) من حديث أبي ذر.
(٦) ساقطة من (س)، وفي (د، م، ش): (النضر) والمثبت من "المشارق" ٢/ ٢٠.
(٧) مسلم (٢٩٣٢/ ٩٩) من حديث ابن عمر.
(٨) البخاري (٧٠٢، ٧٠٤، ٦١١٠، ٧١٥٩)، ومسلم (٤٦٦) من حديث أبي مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>