للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَظْهِرَاهُ (١)، ومثله عن ابن عباس (٢)، وقد روي عن ابن جبيبر مثل ما ذكره البخاري، وهو يخرج على تأويل أنهما لما أمرتا بإخراج ما بثَّ فيهما من شمسٍ وقمرٍ ونجومٍ وأنهارٍ ونباتٍ ومعدنٍ وثمارٍ كان كالإعطاء، فَعُبِّرَ عن المجيء بما أُودِعَتَاهُ بالإعطاء، وقد يخرج على معنى: أعطينا من أنفسنا ما اقتضي منا بالأمر، الذي هو بمعنى التكوين والإيجاد.

وفي باب صِفَةِ نُزُولِ الوحْيِ: "فَلَمَّا أُتْلِيَ عَنْهُ" (٣) على وزن أُعطي، والتاء المثناة، كذا قيده ابن عيسى (٤) وابن ورْدٍ (٥) ...........................


(١) قال القرطبي: {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} أي: جيئا بما خلقت فيكما من المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقي. {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} في الكلام حذف، أي: أتينا أمرك طائعين. وقيل: معنى هذا الأمر التسخير؛ أي: كونا. فكانتا كما قال تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فعلى هذا قال ذلك قبل خلقهما، وعلى القول الأول قال ذلك بعد خلقهما، وهو قول الجمهور. "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٤٣ - ٣٤٤.
(٢) رواه عنه الطبري في "التفسير" ١١/ ٩٢ (٣٠٤٥٢).
(٣) مسلم (٢٣٣٥) من حديث عبادة بن الصامت.
(٤) محمد بن عيسى بن حسن، القاضي أبو عبد الله التميمي، الفقيه المالكي السبتي، سمع بالمرية "صحيح البخاري" على ابن المرابط، كان حسن السمعة وافر العقل مليح الملبس، تفقه به أهل سبتة وكان يسمى الفقيه العامل، تفقه عليه القاضي عياض وأناس توفي سنة خمس وخمسمائة. انظر ترجمته في: "ترتيب المدارك" ٤/ ٥٨٤، "الصلة" ٢/ ٦٠٥، "تاريخ الإِسلام" ٣٥/ ١١٣.
(٥) هو أحمد بن محمد بن عمر، أبو القاسم التميمي المريي، المعروف بابن ورد، كان فقيهًا حافظًا عالمًا متفننًا، أخذ العلم عن أبي علي الغساني وأبي محمد بن العيار، له "شرح البخاري" رئي منه المجلد الثاني، فيقتضي أن يكون من حساب مائتي مجلدة، توفي سنة أربعين وخمسمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>