للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطابي: هو كناية عن الجهل والغباوة (١). وقيل: أراد أن من أكل مع الصبح في صومه أصبح عريض القفا؛ لأن الصوم لا (٢) ينهكه. قال القاضي: وكل هذا لا يُحتاج إليه (٣)؛ لظهور المعنى المقصود منه، وهو أن وسادًا أو قفًا يسع تحته خيط الليل وخيط النهار لعريض؛ إذ هما الليل والنهار المشتملان على جميع أقطار الأرض طولًا وعرضًا، ويدل عليه ما في البخاري: "إِنَّكَ لَعَرِيضُ القَفَا أَنْ كانَ الْخَيْطُ الْأبْيَضُ وَالْأسْوَدُ تَحْتَ وِسَادَكَ" (٤) وإلى نحو هذا أشار القابسي.

قوله: "ادَّانَ مُعْرِضًا" (٥) يعني: معترضًا كل من يجيبه إلى المداينة.

وقيل: معرضًا، أي: ممكنًا نفسه ممن يعرض له ويدانيه. وهذا والأول سواء. وقيل: معرضًا ممكنًا، أي: ادان من كل من يمكنه ويعرض له، يقال: عرض لي الأمر وأعرض إذا أمكنك، وقد رد هذا بعضهم، وقال: الحال إذًا من غيره لا منه. وقيل: معرضًا عن النصيحة في ألا يفعل ذلك ولا يستدين، قاله ابن شميل. وقيل: معرضًا عن الأداء لا يبالي ألا يؤدي ما عليه.

قوله: "ثُمَّ اعْتَرَضَ عَنْهَا" (٦) أي: أصابته علة أضعفت ذكره عن


(١) في "غريب الحديث" له ١/ ٢٣٢: يقال للرجل الغبي: إنه لعريض القفا.
(٢) ساقطة من (س).
(٣) من (أ، م).
(٤) البخاري (٤٥٠٩) بلفظ: "إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ أَنْ كَانَ الْحَيطُ ....).
(٥) "الموطأ" ٢/ ٧٧٠ من حديث عمر بن الخطاب بلفظ: "دَانَ مُعْرِضًا".
(٦) "الموطأ" ٢/ ٥٣١ من حديث الزبير بن عبد الرحمن بن الزَّبِير. و ٢/ ٥٨٥ من قول مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>