كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار

حرف العين - العين مع الراء - ج: 4 - ص: 418

يعرونها، أي: يأتونها للإصابة منها وللالتقاط تحتها. وقال الشافعي: هو شراء الأجنبي لها بفضل ثمره نقدًا؛ لحاجته إلى أكل بسرها ورطبها وطلبه ذلك من ربها (١). فهي على هذا تكون صفة للفعل أو للنخلة فاعلة أيضًا بالمعنى الأول، أو مفعولة بمعنى: مطلوبة من عراه يعروه إذا طلب له وسأل.

قوله: "بِفَرَسٍ عُرْيٍ" (٢) وفي رواية: "مُعْرَوْرى" (٣) أي: ليس عليه سرج ولا أداة، ولا يقال مثل هذا في الآدمي وإنما يقال: عريان، ولا يتعدى افعوعل إلاَّ في: اعروريتُ الفرسَ واحلوليتُ الشيءَ. وفي حديث الناقة: "أَعْرُوهَا" (٤) أي: خذوا ما عليها.

و"أَنَا النَّذِيرُ العُرْيَانُ" (٥) هو (٦) مثل يضرب مبالغة في صدق النذارة؛ لأنه إذا كان عريانًا كان أبين، وقيل: بل كانوا يجردون ثيابهم ويلوح به ليُجتمع إليه. وقيل: هو رجل من (٧) خثعم معلوم سلب ثيابه فجاء قومه عريانًا منذرًا لهم بالخيل التي أعرته. وقيل: بل قالته امرأة تعرف وجاءت منذرة قومها. و"عُرْيَقِ (٨) الرَّجُلِ" (٩) مُتَجَرَّده، كناية عن العورة. و"نِسَاءٌ عَارِيَاتٌ" (١٠) تقدم تفسيره في الكاف.

---

(١) "الأم" ٣/ ٥٥، بمعناه.
(٢) مسلم (٩٦٥) من حديث جابر بن سمرة.
(٣) مسلم (٩٦٥/ ٨٩).
(٤) مسلم (٢٥٩٥) من حديث عمران بن حصين.
(٥) البخاري (٦٤٨٢، ٧٢٨٣)، ومسلم (٢٢٨٣) من حديث أبي موسى.
(٦) في (س، د، ش): (صلى الله عليه وسلم) ولا يصح، والمثبت من "المشارق" ٢/ ٧٨. ط. دار التراث.
(٧) ساقطة من (س).
(٨) في (س): (قربة).
(٩) مسلم (٣٣٨) من حديث أبي سعيد الخدري.
(١٠) "الموطأ" ٢/ ٩١٣، ومسلم (٢١٢٨) من حديث أبي هريرة بلفظ: "نِسَاءٌ كاسيَاتْ عَارِيَاتٌ".