للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحربي: الجدع والعضب والخرم والقصو والخضرمة كله في الأذن، فقيل في الحديث: كان اسمها، وان كانت عضباء الأذن فقد جعل اسمًا لها، فهي معضوبة الأذن، وتسمى عضباء مرة، وقصواء، والجدعاء، والخرماء، والمخضرمة، وهي ناقة واحدة؛ لأنه وقف عليها في حجة الوداع، وهي الموصوفة بهذه الصفات، وكذلك بالحديبية خلاف القصواء (١)، وقد قال بعض الناس: إنها نوق بعدد هذه الصفات، وهذه الأحاديث عن حجة الوداع ترد قوله؛ إذ لم يقف إلا على ناقة (٢) واحدة.

قال المازري (٣): إنما سميت القصواء لسبقها؛ أي: عندها أقصى السير، وغاية الجري.

قوله: "أَلا أُنبئكُمْ مَا العِضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ وَالقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ" كذا جاء، وكذا ضبطناه؛ مثل عِزة وهِبة وصِلة، وعند الجياني: "مَا العَضْهُ؟ " (٤) وهو السحر، وقيل: الرمي بالبهتان، والمراد به في هذا الحديث مفسر فأغنى عن ذكره.

قوله: "لا يُعْضَدُ شَجَرُهَا" (٥) أي: لا تقطع أغصانها، وأصله من قطع العَضد.


(١) كذا في النسخ الخطية، وفي "المشارق" ٢/ ٩٥: (بخلاف غيرها)، أي غير ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الأنسب للسياق.
(٢) ساقطة من (أ، س، ش).
(٣) في (س): (الماوردي)، وفي (ش): (المروزي)، وفي "المشارق" ٢/ ٩٦: (الداودي) ولعله الصواب.
(٤) مسلم (٢٦٠٦) من حديث ابن مسعود.
(٥) البخاري (١١٢)، مسلم (١٣٥٥/ ٤٤٨) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>