للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"إِذَا دَخَلَ صَفَرْ، وعَفَا الأثَرْ (١) " (٢) أي: إذا توفر الوبر الذي خلفتها (٣) رحال الحاج فأكثر، وقد يأتي: "عَفَا" بمعنى: قَلَّ وذهب، وهو من الأضداد، ومنه:

عَفَتِ الدِّيَار مَحَلُّها (٤) فَمُقَامُها (٥)

وقيل مثله في "عَفَا الأَثَرْ" في الرواية المشهورة في هذا الحديث، أي: ذهبت ودرست معالمهما. وقيل. درس أثر الحاج بعد رجوعهم.

قوله: "الْعَوافِي" ثم فسره بالطير والسباع (٦)، وهو اسم (٧) جامع لطلبها رزقها، وكذلك سائر الدواب، وفي الحديث الآخر: "فما أكلَتْ مِنْة العَوافِي لَه صَدَقَةٌ" (٨) بمعناه، وقد جاء في حديث آخر مفسرًا. كل من ألَمَّ بك وقصدك لرفدك فهو عاف ومعتف، والجمع عفاة وعافية، يقال: عفوته واعتفيته.

قوله: "حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَه" (٩) أي: تمحوه وتذهبه.

قوله: "عَفَا الله عَنْكَ" أي: محا ذنبك، وعفت الريح الأثر.


(١) في "المشارق" ٢/ ٩٨: (الوبر).
(٢) البخاري (١٥٦٤)، مسلم (١٢٠٤) من حديث ابن عباس، بنحوه.
(٣) في "المشارق"، (ش): (حلقتها).
(٤) ساقطة من (س).
(٥) هو صدر بيت للبيد بن ربيعة، عجزه: (بمنًى تأبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا)، هو في "ديوانه" ص ٩٨، وله نسبه غير واحد.
(٦) "الموطأ" ٢/ ٨٨٨، البخاري (١٨٧٤)، مسلم (١٣٨٩/ ٤٩٩) من حديث أبي هريرة.
(٧) من (أ، م).
(٨) رواه أحمد ٣/ ٣٠٤، والنسائي في "الكبرى" ٣/ ٤٠٤ (٥٧٥٧ - ٥٧٥٨)، وابن حبان ١١/ ٦١٦ (٥٢٠٥) من حديث جابر.
(٩) البخاري (٢٩١٧)، مسلم (١٠٢١/ ٧٧) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>