للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفتح فيها على الظرف، ومعنى: "مَا عَلَيْهِمْ" أي: من دخوله.

وفي الحديث: "آخِرَةُ الرَّحْلِ" (١) ممدود، وهو عود في مؤخره، وهو ضد قادمته، وفي بعض الأحاديث: "مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ" (٢) بكسر الخاء وسكون الهمزة، وبالوجهين ذكره أبو عبيد، وضبطه الأصيلي بخطه مرة في البخاري: "مَوْخِرَةُ الرَّحْلِ" بفتح الميم وإسكان الواو وكسر الخاء، ورواه بعضهم: "مُؤَخِّرةُ" وأنكره ابن قتيبة (٣).

وقال ثابت: مؤخرة الرحل ومقدمته، ويجوز: قادمته وآخرته.

وقال ابن مكي: لا يقال: مُقْدِم ولا مُؤْخِر بالكسر إلاَّ في العين، وأما في غيرها فبالفتح لا غير.

قوله: "أَنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ" (٤) أي: المنزل الأشياء منازلها، تقدم ما شئت من مخلوقاتك وتؤخر، وتقدم مَنْ شئت مِنْ عبادك بتوفيقك، وتؤخر مَنْ شئت بخذلانه.


(١) البخاري (٥٩٦٧, ٦٥٠٠) من حديث معاذ، ومسلم (٥١٠) من حديث أبي ذر.
(٢) مسلم (٣٠) عن معاذ، و (٤٩٩) عن طلحة بن عبيد الله، و (٥٠٠) عن عائشة، و (٥١١) عن أبي هريرة، و (١٢١١) عن عائشة.
(٣) عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمَّد القتبي الكاتب، الدينوري، كان ثقة، دينا، فاضلا، وهو صاحب التصانيف المشهورة منها "غريب القرآن" "غريب الحديث" "مشكل القرآن" "أدب الكتاب" وغير ذلك، سكن ابن قتيبة بغداد وروى فيها كتبه إلى حين وفاته، وقيل: إن أباه مروزي وأما هو فمولده بغداد، وأقام بالدينور مدة فنسب إليها. مات سنة سبعين ومائتين. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ١٠/ ١٧٠، "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٢٩٦.
(٤) البخاري (١١٢٠، ٦٣١٧) من حديث ابن عباس، والبخاري أيضًا (٦٣٩٨)، مسلم (٧٧١) من حديث علي، ومسلم (٢٧١٩) من حديث أبي موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>