للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في حديث إيراد المُمْرِض على المُصِحِّ: "فَإِنَّهُ أَذًى" (١) يعني: مكروهًا، وظاهره أن المصحَّ يتأذى بذلك؛ إما لكراهية النفوس ذلك، أو من أجل العدوى، وكراهية التعرض لذلك.

وقيل: معناه أنه يأثم فيحتمل أن يعود على فاعل ذلك؛ لما يدخل على المصح من كراهية جواره وتأذيه به، ويحتمل أن يعود على المصح؛ لأنه ربما عرضه لاعتقاد التطير والعدوى إن جربت إبله، فهو يأثم بهذا الاعتقاد.

وفي أيام الجاهلية: "إِذْ أَقْبَلَتِ الْحُدَيَّةُ" (٢) كذلك لهم إلاَّ الأصيلي فإن عنده: "إِذَا أَقْبَلَتِ" وهو وهم.

في باب الرجز في الحرب: "وَثبِّتِ الأَقْدَامَ إِذا لَاقَيْنَا" كذا للمروزي، وعند الحموي والمستملي والجرجاني: "إِنْ لَاقَيْنَا" (٣) وهو الصواب والوزن، وكذا في غير هذا الموضع حيث تكرر من الكتابين.

وفي التفسير في آخر آل عمران: "وأَخَذَ بِأُذُنِي اليُمْنَى يَفْتِلُهَا" (٤)، وقع في كتاب الأصيلي: "وأَخَذَ بِيَدِي اليُمْنَى"، وهو تصحيفٌ من الأُذِن.

وفي حديث: مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ قول ابن عمر: "فأرى أَسْنَانَ القَوْمِ" كذا لابن ماهان، ولغيره: "فَإِذَا أَسْنَانُ القَوْمِ" (٥) والأول أصوب، وللثاني وجه.


(١) "الموطأ" ٢/ ٩٤٦ من حديث ابن عطية مرسلًا.
(٢) البخاري (٣٨٣٥) عن عائشة، إلا أن فيه: "الحُدَيَّا".
(٣) البخاري (٢٨٣٧، ٣٠٣٤، ٤١٠٤، ٤١٠٦، ٦٦٢٠) من حديث البراء بن عازب، والبخاري (٤١٩٦، ٦١٤٨)، مسلم (١٨٠٢) من حديث سلمة بن الأكوع.
(٤) البخاري (٤٥٧٠ - ٤٥٧٢) من حديث ابن عباس، وكذا في "الموطأ" ١/ ١٢١، والبخاري أيضًا (٩٩٢،١٨٣، ١١٩٨)، مسلم (٧٦٣/ ١٨٢).
(٥) مسلم (٢٨١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>