للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنه: "الْوَقَارُ" (١)، وهو التثبت والسكون.

قوله: "فَقَرَّتْ عَلَى كِتَابَتِهَا" (٢) أي: بقيت وثبتت.

وفي بيع الدينار بالدينار (٣) نساء: "إِنَّ (٤) ابن عَبَّاسٍ لَا يَقُولُهُ" (٥) زاد في رواية المَرْوَزِي: "أَوْ لَا يُقِرُّ لَهُ" على الشك، أي: لا يقرّ بصحته، والأول أصح؛ لقوله بعد هذا: "كُلُّ ذَلِكَ لَا أَقُولُ".

قوله (٦): "لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي" (٧) هذا وما تَصَرَّف منه يُعبَر به عن رؤية الإنسان ما يُسَرُّ به وبلوغه إلى ما يتمناه ويوافقه، وإذا كان كذلك بقيت عينه باردةً قارَّةً، والقرُّ: البرد، وإذا كان ضد ذلك أبكت الحال عينه فسخنت من الدموع، ومنه يقال: أسخن الله عينه، كذا سمعت الأستاذ أبا الحسن بن الأخضر (٨) يقوله، وهو قول الأصمعي. وقال غيره: إنما هو من القرار والثبات، يقال للإنسان ذلك (٩)، أي: بلَّغكَ الله أملكَ فقرَّتْ عينُكَ، ولم تطمح إلى أمل؛ إذ قد بَلَغَتْه وقَرَّتْ من تطلعها إليه. وقيل: لأن دمعة


(١) البخاري (٦٣٦، ٤٣٨٨)، ومسلم (٥٢/ ٩١، ٦٠٢/ ١٥٤) من حديث أبي هريرة. والبخاري (٥٨) من حديث جرير بن عبد الله.
(٢) "الموطأ" ٢/ ٧٨٨ من قول مالك.
(٣) في (د): (بالدرهم).
(٤) ساقطة من (د).
(٥) البخاري (٢١٧٨، ٢١٧٩).
(٦) ساقطة من (س)، وفي (د): (قولها).
(٧) البخاري (٦٠٢، ٣٥٨١، ٦١٤١)، ومسلم (٢٠٥٧) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر.
(٨) الشيخ العالم الخطيب المسند، أبو الحسن، علي بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن شعيبن الشيباني الأنباري، ابن الأخضر، كان فقيهًا حنفيًّا، خطيبًا بالأنبار، عمَّر، وارتحل الناس إليه، توفي سنة ست وثمانين وأربعمائة. انظر ترجمته في: "المنتظم" ٩/ ٧٩، "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٦٠٥ (٣٢٢).
(٩) ساقطة من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>