للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ" (١) بفتح السين وضم الباء رويناه. قال الهروي (٢): ويروى بسكونها يريد الحيوان المعروف، وقرأ الحسن: (وما أكل السَّبْع) [المائدة:٣]. وقال ابن الأعرابي: السبُع: الموضع الذي عنده المحشر، أراد من لها يوم القيامة. (٣) وبعضهم يقول في هذا: (السبْع) بالسكون وأنه يوم القيامة، وأنكر بعضهم هذا، ويحتمل أنه أراد: "يَوْمَ السَّبُعِ" (يوم أكلي لها، يقال: سبع الذئب الغنم: أكلها. وقيل: "يَوْمَ السَّبُعِ") (٤): يوم الإهمال. قال الأصمعي: المسبع: المهمل. وأسبع الرجل كلابه إذا تركها تفعل ما تشاء. وقال الداودي: معناه: إذا طرحك عنها السبع فبقيت أنا فيها أتحكم دونك لفرارك عنه، وقيل: "يَوْمَ السَّبُعِ": عيد كان لهم في الجاهلية يجتمعون فيه لِلَهْوِهِمْ فَيُهْمِلُونَ مواشيهم فيأكلها السبع.

حدثنا الغساني (٥)، حدثنا حكم (٦) بن محمَّد (٧)، سمعت أبا الطيب بن


(١) البخاري (٢٣٢٤) ومسلم (٢٣٨٨) من حديث أبي هريرة.
(٢) في (س، د، م): (الحربي)، والمثبت من (أ) و"المشارق" ٢/ ٢٠٥.
(٣) "الغريبين" ٣/ ٨٥٩.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (س).
(٥) هو الإِمام الحافظ المجود، أبو علي، الحسين بن محمَّد بن أحمد، الجياني، الغساني، صاحب "تقييد المهمل"، يروي عن حكم بن محمَّد الجذامي، وهو أعلى شيخ له، وحاتم بن محمَّد الطرابلسي، وغيرهما، وعنه القاضي عياض وغيره، توفي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة. "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ١٤٨ (٧٧). وقد تقدمت ترجمته.
(٦) في النسخ الخطية: (حاكم)، والمثبت الصواب.
(٧) هو حكم بن محمَّد بن حكم بن إفرانك، الشيخ المعمر، مسند الأندلس، أبو العاص، الجذامي القرطبي، حدث عن أبي بكر بن المهندس، وأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون، وغيرهما وروى عنه أبو مروان الطنبي، وأبو علي الغساني وقال عنه: كان

<<  <  ج: ص:  >  >>