للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما سأله أولاً، فلما رأى ذلك خشي أن يكون ذلك إطماعًا له فيما رآه ثم يمنع منه معاقبة لإخلافه (وعد ربه) (١) ومكافأته له على ذلك فسماه سخرية مقابلة لمعنى ما فعل.

وفي (٢) هذا عندي بعدٌ على أني بسطت فيه من البيان ما لم يبسطه قائله، فإن الآية سمَّى فيها العقوبة سخريةً واستهزاءً مقابلة لأفعالهم، ولا عقوبة هنا إلَّا بتصوير الأطماع وهو حقيقة السخرية التي لا تليق بالله وخلف الوعد (٣) والقول الذي هو منزه عنه، فإن قبله أدخل الجنة.

قوله: "فَهَلْ يَرْجِعُ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ" (٤) السَّخَط والسُّخْط (٥) مثل السَّقَم والسُّقْم: الكراهية للشيء وعدم الرضا به.

قوله: "إِنَّ الله يَسْخَطُ لَكُمْ كَذَا" (٦) أي: يكرهه ويمنعكم منه (وينهاكم عنه) (٧) ويعاقبكم عليه، أو يرجع إلى إرادة العقوبة عليه.

قوله: "تَعُدُّ عَلَيْنَا بِالسَّخْلِ" (٨) والسَّحْلَةُ هي الصغيرة من ولد الضأن حين تولد ذكرًا كان أو أنثى، والجمع: سَخْلٌ.

قوله: "نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا" (٩) أي: نسودهما، والسُّخَامُ: سواد القدر،


(١) في (س، م): (وغدرته).
(٢) ساقطة من (س).
(٣) في (د): (المواعد).
(٤) البخاري (٧)، ومسلم (١٧٧٣) من حديث أبي سفيان.
(٥) ساقطة من (س).
(٦) "الموطأ" ٢/ ٩٩٠، ومسلم (١٧١٥) من حديث أبي هريرة.
(٧) ساقطة من (د).
(٨) "الموطأ" ١/ ٢٦٥، عن سفيان بن عبد الله الثقفي.
(٩) البخاري (٧٥٣٤) من حديث ابن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>