للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ" (١) أي: ذات قدر كبير. وقيل: (يستشرف لها) (٢) الناس، كما جاء في الرواية: "يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ" وقد روي بالسين المهملة (٣) وفسر بذات القدر الكبير، وقد تقدم في حرف السين.

قوله: "مَنْ اسْتَشْرَفَ لَهَا اسْتَشْرَفَتْهُ" (٤) قيل: هو من الإشراف، استشرفت الشيء: علوته وشرفت عليه وأشرفت، يريد من انتصب لها انتصبت له وتلَّته وصرعته. وقيل: هو من المخاطرة والتغرير والإشفاء على الهلاك، أي: من خاطر بنفسه فيها أهلكته، يقال: أشرف المريض إذا أشفى على الموت، وهم علي شرف، أي: خطر، ورويناه في مسلم: "مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ" (٥) وهو من معني ما تقدم، كذا ضبطناه على القاضي أبي علي، وضبطناه علي أَبِي بَحْر: "يُشْرِفْ" وهو راجع إلي ما تقدم.

قوله: "أَشْرَفَ عَلَى أُطُمٍ" (٦) أي: علا، ومن هذا قوله: "لَا تَشَرَّفْ يُصِبْكَ سَهْمٌ" بفتح التاء والشين وشد الراء، كذا قيده بعضهم، أي:


(١) البخاري (٥٥٧٨)، ومسلم (٥٧) من حديث أبي هريرة.
(٢) في (س): (يستشرفها)، وفي (أ، م): (يستشرف بها).
(٣) رواها عبد بن حميد في "المنتخب" ١/ ٤٦٨ (٥٢٤)، وأبو نعيم في "مسانيد فراس المكتب" ص ١٤٧ (٥٦) من حديث عبد الله بن أبي أوفى.
(٤) البخاري (٧٠٨١، ٧٠٨٢)، ومسلم (٢٨٨٦) من حديث أبي هريرة بلفظ: "مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ". والبخاري (٣٦٠١) بلفظ: "مَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ".
(٥) انظر التخريج السابق.
(٦) مسلم (٢٨٨٥) من حديث أسامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>