للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعين، ونهي عن الاستغفار له ولمثله، ولكنه رجا له بركته، ويخفف عنه بسبب ما كان منه إليه من الحماية والعون حتي بلغ الرسالة، فيخفف عنه (١) من عذابه، فتكون الشفاعة بالحال لا بالمقال.

قوله: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا" (٢) يحتمل في حوائج الدنيا، ويحتمل في المذنبين، وذلك فيما عدا الحدود، والأول أظهر.

قوله: "إِلَّا يَشِفَّ فَإِنَّهُ يَصِفُ" (٣) بفتح الياء وشد الفاء وكسر الشين، ومعناه: إن لم يُبْدِ ما وراءه من الجسم ويظهره لصفاقته مع رقته فإنه يصف ما وراءه للصوقه به حتي يبدو حجم الجسم وتتبين الأعضاء، والشف: الثوب الرقيق المهلهل النسج الذي يبدو معه لون ما وراءه، وكذلك (كل جسم يظهر من أمامه ما وراءه) (٤) فهو شفاف كالزجاج وغيره.

قوله: "لَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ" (٥) بضم التاء، أي: لا تزيدوا وتفضلوا، والشِّفُّ بالكسر: الزيادة والنقصان، وهو من الأضداد، والشَّفُّ بالفتح اسم من ذلك، يقال: شفَّ الشيء على الشيء شفًّا.


(١) من (س).
(٢) البخاري (١٤٣٢) من حديث أبي موسى.
(٣) رواه ابن أبي شيبة ٥/ ١٦٤ (٢٤٧٨٢، ٢٤٧٨٣)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" ٢/ ٨١٢ - ٨١٣، والطبري في "تاريخه" ٤/ ٢١٦، والبيهقي ٢/ ١٣٤ عن عمر موقوفًا. وابن أبي شيبة ٥/ ١٦٤ (٢٤٧٨٥) عن ابن عمر موقوفًا.
(٤) مكررة في (س).
(٥) "الموطأ" ٢/ ٦٣٢، والبخاري (٢١٧٧)، ومسلم (١٥٨٤) من حديث أبي سعيد. و"الموطأ" ٢/ ٦٣٤، ٦٣٥ من حديث عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>