للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن عليه الوضوء (١)، وهو مذهب أهل العراق (٢).

قول عائشة - رضي الله عنها - لأم مِسْطَح: "إِلَامَ تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ " كذا للمروزي، وللباقين "أَيْ أُمِّ، تَسُبِّينَ ابْنَكِ؟ " (٣) ولكليهما وجه، الأول (٤): حَتَّام (٥) تَسُبِّينَ ابْنَكِ؛ لأنها كررت سبها في الحديث مرة بعد أخرى (٦)، فأنكرت ذلك عائشة عليها؛ لأنه كان من أهل بدر فسألتها، أي: لأي علة، وفي أي قصة تسبه؟.

والوجه الآخر بينٌ أيضًا، ودَعَتْهَا أمًّا؛ إما لسنها وكبرها، وإمالك ونها خالة أبيها، والخالة أم، ويحتمل أن يكون مصحفًا من: "إلى مَ" وصغرت اللام وبقيت الياء؛ فجاء منها صورة: "أَيْ" التي للنداء.

وقوله: "فَجَلَسْتُ إلى الحِلَقِ" (٧) معنى: "إلى" هاهنا كمعنى (في) كما تقدم، وكما جاء في الحديث الآخر: "فَجَلَسْتُ في الحِلَقِ" (٨) أو يكون التقدير: جلست آويًا إلى الحلق؛ كما قال: "أَمَّا أَحَدُهُمْ (٩) فَأَوَى إلى


(١) انظر "الأوسط" ١/ ١٧٨، "الهداية" ١/ ١٤ - ١٥.
(٢) رواه عن ابن عمر: ابن المنذر في "الأوسط" ١/ ١٧٩ (٧٢). وعن الحسن رواه عبد الرزاق في "المصنف" ١/ ١٨٠ (٦٩٩).
(٣) البخاري (٤٧٥٧) من حديث عائشة.
(٤) في سائر النسخ: (الأولى)، والجادة ما أثبتناه.
(٥) في (س، ظ): (حتى إل مَ)، وفي "المشارق" ١/ ٣٦: (حتما)، ولعل المثبت أصح.
(٦) أشار في هامش (س) أن في نسخة: (مرة).
(٧) رواه أحمد ٥/ ١٦٩ عن الأحنف بن قيس، وفي البخاري (٤٥٣٢) عن ابن سيرين قال: جلست إلى مجلس ....
(٨) البخاري (٥٠٠٠)، مسلم (٢٤٦٢) من حديث عبد الله بن مسعود.
(٩) في (س): (أحدهما)، والمثبت كما في الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>