للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول العاصي بن وائل لعمر حين أسلم: "لَا سَبِيلَ عَلَيْكَ بَعْدَ أَنْ قالهَا آمَنْتُ" كذا في كتاب الأصيلي بالمد وفتح الميم (١). ورواه الحميدي (٢): "أَمِنْتَ" من الأمن وفتح تاء المخاطب (٣)، ومثله لأبي ذر غير أنه ضم التاء، وهو الأظهر (٤)؛ فإن عمر هو القائل لذلك، لما قال له العاصي: "لَا سَبِيلَ عَلَيْكَ"؛ قال عمر: "فَبَعْدَ أَنْ قَالَهَا - يعني هذِه الكلمة: "لَا سَبِيلَ عَلَيْكَ- أَمِنْتُ". ومن فتح التاء جعلها من قول العاصي لعمر (٥)، أي: لا سبيل عليك أَمِنْتَ، أي: أنت آمن، ويكون قوله: "بَعْدَ أَنْ قالهَا" اعتراضًا من كلام الراوي، كأنه حكى أن ذلك كان بعد قوله لعمر تلك الكلمة التي تضمنت الأمان بمعناها.

قوله في فضائل الأنصار: "وتُشْرِكُونَا في الأَمْرِ" (٦) كذا للكافة، وعند الجُرْجَانِي: "في التَّمْرِ" (٧) وهو الوجه.


(١) قال الحافظ في "الفتح" ٧/ ١٧٨ عن هذه الرواية: وهو خطأ؛ فإنه كان قد أسلم قبل ذلك.
(٢) هو محمد بن أبي نصر فُتُوح بن عبد الله بن عبد الله الأزدي، الحميدي، أبو عبد الله، الأندلسي، الإمام القدوة الأثري، المتقين الحافظ، شيخ المحدثين، الفقيه، الظاهري، صاحب ابن حزم وتلميذه، من مؤلفاته: "جذوة المقتبس"، "جمل تاريخ الإسلام"، "الجمع بين الصحيحين"، وهو أشهرها، توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، عن بضعٍ وستين سنة أو أكثر. انظر "الصلة" ٢/ ٥٦٠، "وفيات الأعيان" ٤/ ٢٨٢، "سير أعلام النبلاء" ١٩/ ١٢٠.
(٣) هو في المطبوع من "الجمع بين الصحيحين" ١/ ١٢٣، لكن ضبط بضم التاء.
(٤) وهو ما في البخاري (٣٨٦٤)، غير أن فيه: "لَا سَبِيلَ إِلَيْكَ" بدل: "عَلَيْكَ".
(٥) قال القاضي في "المشارق" ١/ ١١٢ معقبًا: فيه على هذا الوجه إشكال. اهـ. وخطأه كذلك الحافظ في الفتح ٧/ ١٧٨ وقال: بل هو من كلام عمر. اهـ.
(٦) اليونينية ٥/ ٣٢.
(٧) البخاري (٣٧٨٢) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>