للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأَمَّا قوله: "ولَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ" (١) فهذا لا يصح فيه إلاَّ الفتح.

قوله: "أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ" (٢) ضبطناه بالوجهين الفتح والكسر معًا والكسر أوجه؛ لأنه استفهام مستأنف عن الحديث، إلا أنه جاء بالواو ليرد الكلام على كلام عروة, لأنها من حروف الردّ، ويجوز الفتح على تقدير: أوعلمت أن جبريل، أوَحدثت، ونحو هذا من التقدير.

وفي حديث أبي قتادة في قصة صاحب المَزَادتين قول المرأة لقومها: "مَا أَدْرِي أَنَّ هَوَلَاءِ القَوْمَ يَدْعُونَكُمْ عَمْدًا" كذا للأصيلي وغيره بالفتح والتشديد، ولغيرهم: "مَا أُرى" (٣) مكان: "مَا أَدْرِي" ويحتمل أن تكون: "أَنَّ" (٤) ها هنا بمعنى: (لعل)، وقيل ذلك في قوله تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ} [الأنعام: ١٠٩]، ويحتمل أن تكون علي وجهها في موضع مفعول بـ "أَدْرِي".

قوله: "وسَعْدَيْكَ إِنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ" (٥) رويناه بالفتح والكسر في "الموطأ" وغيره.

قال الخطابي: الفتح رواية العامة، يعني: أنها رواية الأكثر. قال ثعلب: من فتح خصَّ، ومن كسر عمَّ (٦).


(١) "الموطأ" ٢/ ٧٦٣، البخاري (٦٧٣٣، ١٢٩٥).
(٢) "الموطأ" ١/ ٣، البخاري (٥٢١)، مسلم (٦١٠/ ١٦٧) من حديث المغيرة بن شعبة.
(٣) البخاري (٣٤٤)، وانظر اليونينية ١/ ٧٧.
(٤) تحرفت في (س) إلى: (أي).
(٥) "الموطأ" ١/ ٣٣١ - ٣٣٢، البخاري (٥٩١٥، ١٥٤٩)، مسلم (١١٨٤) عن ابن عمر، والبخاري (١٥٥٠) عن عائشة، ومسلم (١٢١٨) عن جابر بن عبد الله.
(٦) "إصلاح غلط المحدثين" ص ١١٨ - ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>