للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وهو الأوجه؛ لأنه استئناف للخبر واعتراف بالنعم الموجبة للشكر، وإذا فتح اقتضى تعليل التلبية بأن الحمد والنعمة له، ولا تعلق للتلبية بهذا إلاَّ علي بعد وتخريج، وهذا الذي أراده ثعلب، والله أعلم.

قوله في البدنة: "فَعَيِيَ (٢) بِشَأْنِهَا أَنْ هِيَ أُبْدِعَتْ" (٣) يعني: بدنته، كذا قيدته بالفتح، أي: من أجل ذلك، وهو وقوفها عليه إعياءً وإزحافًا وقد كانت أبدعت عليه.

وقوله: "وجَدَ عَلَيَّ أَنّي أَبْطَأْتُ عَلَيْهِ" (٤) بالفتح، أي: من أجل أني.

قوله: "لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ أَنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأصْفَرِ" (٥) كذا ضبطناه بالفتح، أي: من أجل ذلك عظم الأمر علي أبي سفيان، والكسر صحيح على استئناف الإخبار عما رآه من هرقل، ولا سيما إذا أثبتت لام التأكيد في الخبر.

وقولهم: "مَا يُبْكِي هذا الشَّيْخَ؟ إِنْ يَكُنِ اللهُ خَيَّرَ عَبْدًا" (٦) بكسر الهمزة وحذف الواو (٧) من "يَكُنِ" للأصيلي، ولغيره: "أنْ يَكُونَ اللهُ عَبْدًا خَيَّرَ" (٨) بالفتح وإثبات الواو، قال ابن سراج: صوابه: "أَنْ يَكُن" بفتح الهمزة وحذف الواو؛ طلبًا للتخفيف.


(١) القائل هو القاضي، "المشارق" ١/ ١٢١.
(٢) ساقطة من (س).
(٣) مسلم (١٣٢٥) عن موسى بن سلمة الهذلي، قوله.
(٤) البخاري (١٢١٧) من حديث جابر.
(٥) البخاري (٤٥٥٣) من حديث أبي سفيان.
(٦) البخاري (٤٦٦) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٧) في النسخ الخطية: (النون)، وانظر "المشارق" ١/ ١٢١.
(٨) انظر اليونينية ١/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>