للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله في الحج: "إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللهِ" (١) كذا لأكثرهم بكسر الهمزة على الشرط، وهو الوجه، وفتحها الأصيلي مرةً علي تقديرها مع الفعل بالمصدر المبين.

وقوله: "اقْبَلُوا البُشْرى يَا أَهْلَ اليَمَنِ أَنْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ" بفتح الهمزة جاء في باب بدء الخلق في حديث ابن عتاب في هذِه الرواية, أي: من أجل تركهم لها انصرفت إليكم، وفي سائر الأحاديث والأبواب: "إِذْ" (٢) مكان: "أَنْ" وفي رواية القابسي هنا: "أَنْ لَنْ"، وعند النَّسفي: "إِذْ لَمْ" كما في غيره من الأحاديث، ورواية القابسي بعيدة، ولها وُجَيْه، وهو نفي القبول عنهم في الحال والاستقبال، التقدير: من أجل أن لم يقبله بنو تميم أبدًا فأنتم لها أحق وأولى.

وقوله في أهل الحجر: "لَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ" (٣) بالفتح، أي: من أجل أن يصيبكم.

وقول أسامة: "لَا أَقُولُ لِرَجُلٍ أَنْ كانَ عَلَيَّ أَمِيرًا إِنَّهُ خَيْرُ النَّاسِ" "أَنْ" الأولى مفتوحة الهمزة، بمعنى: من أجل أن كان عليّ أميرًا.

وقول زيد بن ثابت: "مَا بَالَيْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ لَا يَقْطَعُ صَلَاةَ الرَّجُلِ" (٤) بالكسر علي (ابتداء كلام) (٥)، و"مَا بَالَيْتُ" جواب لما قبله، ولا يجوز الفتح؛ لأنه يفسد المعنى، فيكون التقدير: ما باليت بقطع الرجل صلاة


(١) البخاري (١٥٥٩، ١٧٢٤)، مسلم (١٢٢١) عن أبي موسى الأشعري.
(٢) البخاري (٣١٩٠، ٣١٩٢، ٤٣٦٥، ٤٣٨٦، ٧٤١٨) عن عمران بن حصين.
(٣) البخاري (٤٧٠٣، ٤٤٢٠، ٣٣٨١)، مسلم (٢٩٨٠) عن ابن عمر.
(٤) البخاري معلقًا قبل حديث (٥١١).
(٥) أشار في (س) أن في نسخة: (الابتداء).

<<  <  ج: ص:  >  >>