للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ إِنْ كانَ الخَيْطُ الأبْيَضُ والْأَسْودُ تَحْتَهُ" (١)، وفي الحديث الآخر: "إِنْ أَبْصَرْتَ الخَيْطَيْنِ" (٢) كلاهما بكسر الهمزة للشرط (٣) ولا يصح الفتح، فإن كان مرويًّا فيخرج علي تقدير: إن وسادك إذًا لعريض من أجل أن أبصرت تحته الخيط الأبيض والأسود اللذين أراد الله تعالى، يعني: وإنك لم تبصر ذلك فوسادك إذًا غير عريض والذي أبصرت غير المراد بالخيطين.

وفي تفسير الأنعام: "يُسَيِّبُونَهَا لِطَواغِيتِهِمْ إِنْ وصَلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالْأخْرى" (٤) بالفتح، بمعنى: من أجل، وبالكسر للشرط.

وفي إذا لم يشترط السنين في المزارعة: "وإنَّ أَعْلَمَهُمْ بِذَلِكَ أَخْبَرَنِي، يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ" (٥) كذا لكافتهم وهو الصواب، وعند النَّسفي: "وأنِّي أَعْلَمُهُمْ بِذَلِكَ" خبرًا عن نفسه، والأول أوجه.

قوله: "وإِنّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ" (٦) قيل: معناه إذ (٧) شاء الله؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - علي يقين من وفاته على الإيمان, والصواب أنه علي وجه من الاستثناء والشرط، ثم يختلف في معناه؛ لأن الاستثناء لا يكون في الواجب، وقيل: معناه: لاحقون بكم في هذِه المقبرة. وقيل: المراد امتثال قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف:٢٣ - ٢٤]


(١) البخاري (٤٥٠٩) من حديث عدي بن حاتم.
(٢) البخاري (٤٥١٠).
(٣) في (د، أ، ظ): (للنسك).
(٤) البخاري (٤٦٢٣) من حديث أبي هريرة.
(٥) البخاري (٢٣٣٠).
(٦) "الموطأ" ١/ ٢٨ - ٢٩، مسلم (٢٤٩) عن أبي هريرة، ومسلم (٩٧٤) عن عائشة.
(٧) كذا في النسخ، وفي "المشارق" ١/ ١٢٣: إذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>