للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحسب معناه: حتى يستأنس الداخل. أي: يستعلم (١) ويتعرف؛ وأما حديث عمر فمعناه: أستأنس يا رسول الله بالكلام معك وأنبسط إليك بالحديث؛ لأنه قد كان أذن له في الدخول عليه ولم يكن معه، قيل: فلما دخل عليه وجده غضبان فاحتاج إلى إذنه في الانبساط، وقد يكون أيضًا بمعنى: أستعلم ما عندك من خبر أزواجك وأسأل، وقد قيل ذلك في قوله: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: ٢٧] أي: تستعلموا: أيؤذن لكم أم لا، كما تقدم الآن.

وفي الحديث ذكر تحريم: "الْحُمُرِ الأَنسِيَّةِ" بفتح النون وفتح الهمزة، كذا ذكره البخاري عن ابن أبي أويس، وكذا قيدناه عن الشيخ أبي بحر في مسلم، وكذا قيده الأصيلي وابن السكن وأَبُو ذَرٍّ، وأكثر روايات الشيوخ فيه بكسر الهمزة وسكون النون (٢)، وكلاهما صحيح؛ فأما الأنَس بفتح الهمزة والنون فهم الناس وكذا الإنْس، والجانب الإنْسي والأَنَسي معًا وهو الجانب الأيمن، قاله أبو عبيد (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم - للأَشَجِّ: "الْحِلْمُ والأناةُ" (٤) بالفتح والقصر، وهو التثبت في الأمور وترك العجلة، والتأني هو المكث والإبطاء، يقال: آنَيْتُ وأَنَّيتُ مشدَّدًا، وتأنَّيت.


(١) في (س): (ستعلم) والمثبت من هامش (س) حيث أشار أنه هكذا في نسخة. وهو ما في (د، أ، ظ).
(٢) "الموطأ" ٢/ ٥٤٢، البخاري (٤٢١٦، ٥٥٢٣، ٦٩٦١)، مسلم (٤١٠٧) عن علي بن أبي طالب. والبخاري (٢٤٧٧، ٤١٩٦، ٥٤٩٧، ٦١٤٨، ٦٣٣١)، مسلم (١٨٠٢) عن سلمة بن الأكوع.
(٣) "غريب الحديث" ١/ ٤٥٠.
(٤) مسلم (١٧/ ٢٥، ١٨) من حديث ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>