للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أَتَأَنَّقُ فيهِنَّ" (١) أي: أتتبع محاسنهن الأنيقة، ومنظر أنيقٌ: معجبٌ، والأَنَق: الإعجاب.

وقوله: "وآنَقْنَنِي" (٢) بمعنى: أعجبنني إعجابًا بالغًا، ورواه بعضهم: "أَيْنَقْنَنِي" بالياء؛ وإنما هي صورة ألف المدة التي بعد الهمزة فغلط الراوي، وضبطه الأصيلي: "أَتَقْنَنِي" من التوق وهو الشوق البالغ، أي: شوقنني أو جعلني تائقًا، والأول أليق بالمعنى، يقال: تقت إلى الشيء أتوق توقًا، وتتوقت إليه أتتوق تتوقًا، وآنقني الشيء يؤنقني إيناقًا صيرني نائقًا، أي: كسبني ذلك.

وفي النِّكَاحِ: "مَا لَكَ تَنَوَّقُ في قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ " (٣) أي: تتابع (٤) في الاختيار، وأصله على هذا من النيقة وهي الخيار، وكذا روى هذِه الكلمة أكثرهم، وعند العُذْرِيّ وابن الحَذَّاء: "تَتَوقُ" من التوق، أي: تميل وتشتهي.

قوله: "أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ الله؟ " (٥) بلفظ الاستفهام، "أي: أنبسط وأتكلم بما عندي.

قال القاضي إسماعيل (٦) في قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: ٢٧]:


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٦/ ١٥٣ (٣٠٢٧٦) عن ابن مسعود، قوله.
(٢) البخاري (١٨٦٤)، مسلم (٨٢٧) عن أبي سعيد الخدري.
(٣) مسلم (١٤٤٦) عن علي.
(٤) في (ظ): (تبالغ).
(٥) البخاري (٢٤٦٨، ٥١٩١)، مسلم (١٤٧٩) في حديث ابن عباس.
(٦) إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو إسحاق، القاضي، الأزدي، قال الخطيب: وكان إسماعيل فاضلا عالماً متقنا فقيها على مذهب مالك بن أنس شرح مذهبه ولخصه واحتج له وصنف "المسند" وكتبا عدة في علوم القرآن. انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" ٦/ ٢٨٤، "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>