للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في كتاب مسلم: "بَدَأَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ" (١) كذا ضبطناه على متقني شيوخنا بالهمز، أي: ابتدأ الله ابتلاءهم، يقال منه: بدأ وابتدأ وأبدأ لغة أيضًا، ورواه كثير من شيوخ الحديث: "بَدَا لله" (٢) بغير همز وهو خطأ؛ لأنه من البداء وهو ظهور شيء بعد أن لم يكن ظهر قبل، وذلك محال في حق الله، إلَّا أن يتأول اللفظ على أنه بمعنى: أراد على تجوز في اللفظ، وقد جاء في كتاب مسلم: "أَرَادَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ" (٣).

وقول عثمان: "بَدَا لِي أَنْ لَا أَتَزَوجَ" (٤) أي: ظهر لي ما لم يظهر من ترك النكاح.

وقوله: "فأُتِيَ بِبَدْرٍ" (٥) أي: بطبق، وهي الرواية الصحيحة، وكذلك رواه أحمد بن صالح، عن ابن وهب (٦) وفسره كذلك، وذكره البخاري أيضًا عن ابن عفير، عن ابن وهب: "بِقِدْرٍ" (٧)، وذكره مسلم عن أبي الطاهر وحرملة عن ابن وهب: "بِقِدْرٍ" (٨)، والصواب هو الأول.

وقوله: "خَرَجْتُ بِفَرَسِ طَلْحَةَ (٩) أُبَدِّيهِ" كذا رواه بعضهم عن ابن الحذاء وكذلك فسره ابن قتيبة أي: أخرجه إلى البادية وأبرزه إلى موضع الكلأ، وكل


(١) عزاه المصنف لمسلم، وهو في البخاري (٣٤٦٤) وفيه: "بَدَا لله".
(٢) البخاري (٣٤٦٤).
(٣) مسلم (٢٩٦٤)، وهو أيضًا في البخاري (٦٦٥٣).
(٤) البخاري (٥١٢٢، ٥١٢٩)، وتقدم قريبًا.
(٥) البخاري (٨٥٤، ٧٣٥٩) من حديث جابر.
(٦) البخاري (٨٥٤).
(٧) البخاري (٨٥٥).
(٨) مسلم (٥٦٤/ ٧٣).
(٩) في النسخ الخطية: "لأبي طلحة" والمثبت الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>