للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "فَبَرَّكَ فِي خَيْلِ أَحْمَسَ" (١) أي: دعا بالبركة، وهي النماء والزيادة، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ" (٢) ويكون البروك من الثبوت واللزوم، ويقال في قوله تعالى: {تَبَارَكَ} [الملك:١]: إنه من البقاء والدوام، وقيل: من الجلال والعظمة، وقيل: تقدس. ونفى المحققون أن يتأول في وصفه معنى الزيادة؛ لأنه ينبئ عن النقصان، وقيل: باسمه وذكره تُنال البركة والزيادة.

قوله: "فَبَرَكَ عُمَرُ" (٣) هذا من البروك، أي جثا على ركبتيه، و"بَرْكُ الغِمَادِ" (٤) بكسر الباء وبفتحها، وكذلك: "بِرْكَةُ المَاءِ" (٥)، إلَّا أنك إذا فتحت باءها كسرت راءها، وإذا كسرت باءها سكنت راءها، فتقول: بَرِكة ماء، وبِرْكة ماء.

وقوله: "وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا" (٦) أي: أكثر الخير فيها، وأدمه لنا من العمل الصالح، والعيش الحسن، والرزق الدارِّ.

وقوله: "السَّحُورِ بَرَكَةً" (٧) أي: زيادة في الأكل المباح للصائم وفي القوة على الصوم وفي الحياة؛ لأن النوم موت، أو زيادة في الخير


(١) البخاري (٣٠٢٠)، مسلم (٢٤٧٦) عن جرير بن عبد الله.
(٢) البخاري (٣٥٧٩) عن عبد الله بن مسعود.
(٣) البخاري (٩٣)، مسلم (٢٣٥٩) عن أنس بن مالك.
(٤) البخاري (٢٢٩٧، ٣٩٠٥) عن عائشة، ومسلم (١٧٧٩) عن أنس.
(٥) البخاري بعد حديث (٤٧٧١).
(٦) "الموطأ" ٢/ ٨٨٥، مسلم (١٣٧٣) عن أبي هريرة، ومسلم (١٣٧٤) عن أبي سعيد الخدري.
(٧) البخاري (١٩٢٣)، مسلم (١٠٩٥) عن أنس.

<<  <  ج: ص:  >  >>