للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعمل؛ لأن من قام للسحور ذكر الله وربما صلى، أو جدد نيته لصومه بالعقد أو بالأكل لسحوره.

وقوله: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ مَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ المُسْلِمِ" (١) يعني في دوام عمله، واتصاله، وزيادة خيره، وإجابة دعوته، وقد روي: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَلَا يَتَحَاتُّ، وَمَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، لَا تَسْقُطُ لَهُ دَعْوَةٌ" (٢).

قوله: "يُنْبَذُ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: مِنْ بِرَامٍ؟ قَالَ: مِنْ بِرَامٍ" (٣) قيل: البرام: قدر منحوت من حجارة، الواحدة: برمة، ويجمع أيضًا على برم، وقيل: البرام: اسم حجارة تصنع منها القدور بمكة، ولفظ الحديث يدل عليه.

وفي "الموطأ": "حَدَّثَنِي شَيْخٌ بِسُوقِ البُرَمِ" (٤) بضم الباء وفتح الراء، أي: حيث تباع القدور.

وقوله: "فَلَمَّا رَأى تَبَرُّمَهُ" (٥) أي: استثقاله لما قال له، والبرم من الناس الذي لا يدخل معهم في المسير، فهو يثقل عليهم.


(١) البخاري (٥٤٤٤) عن ابن عمر.
(٢) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (١٠٧٤)، وكما في "إتحاف الخيرة المهرة" ٦/ ٤٤٢ (٦١٦٩)، وكما في "المطالب العالية" ١٣/ ٨٢٦ (٣٣٤١) عن ابن عمر.
(٣) مسلم (١٩٩٩) من حديث جابر.
(٤) "الموطأ" ١/ ٤١٧ عن عطاء بن عبد الله الخراساني، قوله.
(٥) مسلم (٢٢٠٥) عن جابر.

<<  <  ج: ص:  >  >>