للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بعض الأحاديث لبعضهم: "بُرْدَا" (١) وهو خطأ هنا؛ لأن البرد من غير هاء ثوب من عصب اليمن، ووشيه يُتَرَدى به، وليس هذا موضع الرداء.

في حديث مانع (٢) الزكاة: "كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ عَلَيْهِ" (٣) كذا للسجزي، ولغيره: "كُلَّمَا رُدَّتْ" بدلًا من: "بَرَدَتْ" وهو تصحيف، والصواب: "بَرَدَتْ".

وفي حديث مقتل أبي جهل: "حَتَّى بَرَدَ" (٤) كذا لهم، أي: مات، وعند السمرقندي: "حَتَّى بَرَكَ" (٥) بالكاف، وهو أليق بمعنى الحديث، على تفسيرهم: "بَرَدَ": مات؛ لقوله بعدُ لابن مسعود ما قال، ولو كان ميتًا لم يكلمه، إلَّا أن يفسر: "بَرَدَ" بمعنى: سكن وفتر، فيصح، يقال: جدَّ في الأمر حتى برد، أي: فتر، وبرد النبيذ أي: سكن.

وفي باب ما كان يعطي المؤلفة قلوبهم: "فَرَأَيْتُ عُنُقَهُ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَثَّرَتْ فِيهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ" (٦) كذا لكافتهم هنا، وعند الأصيلي: "الْبُرْدِ" وهو الصواب؛ لأنه قد قال في أول الحديث: "بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ" (٥) فلا يسمى هذا رداء.

وقوله في باب: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}: "حَتَّى يَبْلُغُوا جَمْعًا الذِي يُتَبَرَّرُ فِيهِ" (٧)، كذا للأصيلي والنَّسَفي وغيرهما، وعند الحموي


(١) في جميع النسخ: (برد).
(٢) مكررة بـ (س).
(٣) مسلم (٩٨٧) من حديث أبي هريرة.
(٤) البخاري (٣٩٦٢، ٣٩٦٣، ٤٠٢٠) من حديث أنس.
(٥) هو كذلك في مسلم (١٨٠٠).
(٦) البخاري (٣١٤٩) من حديث أنس بن مالك.
(٧) البخاري (٤٥٢١) عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>