للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحربي: لا تبلّهُ عندي بَالةٌ وبَلَالٌ بالفتح، وما في السقاء بِلَةٌ وبِلَالٌ، والبِلَالُ: الماء. وما في البخاري: "سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا أو بِبَلَاهَا" قال البخاري: "وِبَلَالِهَا أَصَحُّ، وَبَلَاهَا لا أَعْرِفُ لَهُ وَجْهًا" وسقط كلام البخاري هذا من كتاب الأصيلي، وكذلك لفظ الشك، وليس عنده غير: "بَلَالِهَا" (١)، وما قاله البخاري صحيح، ومعنى الحديث: سأصلها، شبهت قطعتها بالحرارة تطفأ بالبرد والماء وتندى بالصلة. ومنه: "بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ" (٢) أي: صِلوها.

وقوله: "حِلٌّ وبِلٌّ" (٣) أي: مباح بلغة حمير، وقيل: هو إتباع على قول من أجاز الإتباع بالواو، وقيل: بل شفاء، من قولهم: بَلَّ من مرضه، كما


(١) البخاري (٥٩٩٠)، وانظر: اليونينية ٨/ ٦.
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (٢٠٧)، وابن حبان في "الثقات" ٤/ ٣٢٤، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" ٣/ ١٣٩٩ (٣٥٣٦)، والقضاعي في "مسند الشهاب" ٣٧٩ - ٣٨٠ (٦٥٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٦/ ٢٢٦ - ٢٢٧ (٧٩٧٢) من طريق مجمع بن يحيى بن زيد الأنصاري عن سويد بن عامر الأنصاري، مرفوعًا. قال ابن حبان: سويد بن عامر يروي المراسيل. قال الألباني في "الصحيحة" ٤/ ٣٧٨: إسناد صحيح مرسل. وفي الباب عن أنس بن مالك، رواه البيهقي في "الشعب" (٧٩٧٣). وعن ابن عباس، رواه البزار كما في "كشف الأستار" (١٨٧٧). قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (٣٠١): بعض هذِه الطرق يقوي بعضها بعضًا. وقال الألباني في "الصحيحة" (١٧٧٧): وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه حسن على أقل الدرجات.
(٣) ورد في حديث عند عبد الرزاق ٥/ ١١٣، ١١٤، ٣١٤ (٩١١٣، ٩١٤، ٩٧١٨)، وابن أبي شيبة ١/ ٤١ (٣٨٥)، والبيهقي ٦/ ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>