للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "فِيهَا شِفَاءُ سُقْمٍ" (١).

قوله: "مَا أَبْلَى مِنَّا أَحَدٌ" (٢) أي: ما أغنى وكفى، ومنه قول كعب: "مَا عَلِمْتُ أَحَدًا أَبْلَاهُ اللهُ في صِدْقِ الحَدِيثِ أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلَانِي" (٣) أي: أنعم (به علي) (٤).

ومنه في حديث هرقل: "شُكْرًا لِمَا أَبْلَاهُ اللهُ" (٥) أي: أنعم به عليه، ومنه: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: ٤٩] أي: نعمة، والبلاء للخير والشر؛ لأن أصله الاختبار وأكثر ما يستعمل في الخير مقيدًا، وأما في الشر فقد يطلق، قال الله سبحانه: {بَلَاءً حَسَنًا} [الأنفال: ١٧] وقال ابن قتيبة: أبلاه الله بلاءً حسنًا وبلاه يبلوه: أصابه بسوء. وقال صاحب "الأفعال": بلاه الله بالخير والشر بلاءً (٦).

وقوله: "بَلَوْتُ" (٧) أي: خبرت.

وقوله: "بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ" (٨) أي: بما تلقاه من الأذى ويلقون من القتل والجلاء إذا كذبوك.


(١) رواه الطيالسي (٤٥٧)، والطبراني في "الصغير" ١/ ١٨٦ (٢٩٥)، والبيهقي ٥/ ١٤٧ من حديث أبي ذر، وأصله في مسلم (٢٤٣٧).
(٢) تمامه كما في "المشارق" ١/ ٨٩: "مَا أَبْلَى فُلَانٌ"، رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٤/ ٣١٣ ترجمة أبي محجن الثقفي، وفيه: "مَا أَبْلَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى".
(٣) البخاري (٤٤١٨، ٤٦٧٨)، مسلم (٢٧٦٩).
(٤) من (د).
(٥) البخاري (٢٩٤٠)، مسلم (١٧٧٣) عن ابن عباس.
(٦) "الأفعال" لابن القوطية ص ١٣٣.
(٧) مسلم (١٦٢) في حديث الإسراء والمعراج الطويل عن أنس.
(٨) مسلم (٢٨٦٥) عن عياض بن حمار المجاشعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>