للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث أقرع وأبرص: "أَرَادَ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ" (١) أي: يختبرهم، وعند السمرقندي: "أَنْ يُبْلِيَهُمْ" أي: يصيبهم ببلاء، أي: يختبرهم وينعم عليهم.

قول أبي هريرة: "لَقَطَعْتُمْ هذا البُلْعُوم" (٢) بضم الباء، وهو مجرى الطعام في الحلق، وهو المريء.

وقوله: "يُبَلَّغُهُ" (٣) أي: ما يتبلغ به ويكفي، والبلغة: الكفاية.

وقوله: "بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ" (٤) وأطلعهم معناه: دع عنك، كأنه إضراب عما ذُكِرَ لاستحقاره في جنب ما لم يُذكر، وقيل: معنى ذلك: كيف ما أطلعتم عليه، وقيل: معناه: سوى ما أطلعتم عليه.

وقع في هذا الحرف خلافٌ لم نذكره: وذلك أنه وقع في تفسير الم السجدة: "وَأَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ذُخْرًا مِنْ بَلْهِ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ" (٥)، وفي رواية الأصيلي: "مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ" (٦)، وعند المستملي: "ذُخْرًا بَلْهَ" بإسقاط: "مِنْ" وهو الصواب، وإن ثبتت: "مِنْ" (٧) فيكون تقديرها: من سوى، أو


(١) البخاري (٦٦٥٣)، مسلم (٢٩٦٤) عن أبي هريرة.
(٢) البخاري (١٢٠) وفيه: "قُطِعَ"، وفي نسخة أخرى لم يعلم صاحبها كما في اليونينية ١/ ٣٥: "لَقُطِعَ"، وما أثبته ما في (د، أ) و"المشارق" ١/ ٢٤٢، وفي (س): "لَوْ قَطَعْتُمْ".
(٣) البخاري (٤٤٠٦)، مسلم (١٦٧٩).
(٤) البخاري (٤٧٨٠) عن أبي هريرة، وهو عند مسلم (٢٨٢٤) بلفظ: "أَطْلَعَكُمُ".
(٥) البخاري (٤٧٨٠) من حديث أبي هريرة.
(٦) في اليونينية ٦/ ١١٦ أنها في نسخة أبي الوقت وصحح عليها.
(٧) ثبتت لأبي ذر والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت. انظر: اليونينية ٦/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>