للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معناه: لا محالة ولا بد، وقيل: معناه: كسب، وقيل في قوله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ} [المائدة: ٢]: لا يكسبنكم، وقيل: لا يحملنكم. قال الفراء: أصل: "لَا جَرَمَ": تبرئة، ثم استعملت بمعنى: حقًّا، ويقال: جرم واجترم وأجرم، أي: كسب، وفيه ست لغات: لا جَرَم، ولا جُرْم، ولا جَرْم، ولا ذا جَرْم، ولا ذا جَرَم، ولا عن ذا جَرَم.

"طَاعُونِ الجَارِفِ" (١) لجرفه الناس وعمومه بالموت، وأصله الغرف، والمغرفة مجرفة، وكان هذا الطاعون بالبصرة سنة تسع عشرة ومائة.

قوله: "جَرَسَتْ نَحْلُهُ العُرْفُطَ" (٢) أي: أكلت ورَعَتْ، وناقة مجرَّسة بفتح الراء مشددة أي: مجربة في الركوب مذللة في السير، والجَرَس: الجُلْجُل، وأصله صوت متدارك، ويقال للصوت: جَرْس وجِرْس.

قال القاضي أبو الفضل - رحمه الله -: وكذا قيدناه في قوله: "لَا تَصْحَبُ المَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرْسٌ" (٣) بإسكان الراء، وفي البخاري: "الجَرْس والجِرْسُ وَاحِدٌ، وَهْوَ الصَّوْتُ الخَفِيُّ" (٤)، وهذا صحيح، واختار ابن الأنباري الفتح إذا لم يتقدمه حسٌّ، فإن تقدمه حس فالكسر، وهذا كلام فصحاء العرب (٥).

و"الجَرْعة" بفتح الجيم وسكون الراء: الشَّربة الواحدة من المشروب،


(١) مسلم في المقدمة ١/ ١٧ من قول قتادة.
(٢) البخاري (٥٢٦٨)، مسلم (١٤٧٤) من حديث عائشة.
(٣) مسلم (١٢١٣) من حديث أبي هريرة.
(٤) البخاري قبل حديث (٤٧٤٠)، وفيه: "الْجَرْسُ وَالْهَمْسُ".
(٥) "المشارق" ١/ ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>