للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ" (١) يعني: أجناد الشام، وكان عمر - رضي الله عنه - قسمها أولاً على أربعة أمراء، مع كل أمير جند، ثم جمعها آخرًا لمعاوية.

والْجُنْدَبُ بفتح الدال وضمها مع ضم الجيم، وبكسر الجيم أيضًا مع فتح الدال وكسرها، والجنادب جمع ذلك، وهو شبه الجراد، وقيل: هو الجراد نفسه. وقيل: هو ذَكَرها، وقيل: هو صرار الليل، وقيل: بل صرار الليل يقال له: الجُدْجُد وهو شبه جراد وليس به، وهذا أصح.

وقوله: "الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ" (٢) أي: جموع مجمعة، وقيل: أجناس مختلفة.

و"الْجِنَازَةُ" بكسر الجيم وفتحها اسم للميت وللسرير، وقيل: للميت بالفتح وللسرير بالكسر، وقيل بالعكس.

وقوله: "كَلَامِ المَيِّتِ عَلَى الجَنَازَةِ" (٣) أي: على السرير لا غير.

وقوله: "كُنَ لَهُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ" (٤) أي: سترًا، وكذلك: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ" (٥) أي: ستر من النار ومانع، و"الإِمَامُ جُنَّةٌ" (٦) ستر لمن خلفه في الصلاة من المار والسهو، وجنة لمن في نظره، ومانع منهم عدوهم وواقيهم إياهم، ويفسره بقية الحديث وهو قوله: "وَيُتَّقَى بِهِ" فكأنه لهم كالدرع الذي يستتر


(١) "الموطأ" ٢/ ٨٩٤، البخاري (٥٧٢٩) من حديث ابن عباس.
(٢) البخاري (٣٣٣٦) من حديث عائشة، ومسلم (٢٦٣٨) من حديث أبي هريرة.
(٣) البخاري قبل حديث (١٣٨٠).
(٤) البخاري (١٤١٨)، مسلم (٢٦٢٩) من حديث عائشة، وفيه: (سِتْرًا)، أما لفظة: "جُنَّة" فوردت في حديث في "الموطأ" عن أبي النضر السلمي مرفوعًا: "لَا يَمُوتُ لِأَحَدٍ مِنْ المُسْلِمِينَ ثَلَاثَةٌ مِنْ الوَلَدِ فَيَحْتَسِبُهُمْ إِلَّا كَانُوا لَهُ جُنَّةً مِنْ النَّارِ".
(٥) "الموطأ" ١/ ٣١٠، البخاري (١٨٩٤)، مسلم (١١٥١) من حديث أبي هريرة.
(٦) البخاري (٢٩٥٧)، مسلم (١٨٤١) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>