القاضي في "المشارق" ١/ ١١ فقال: (قوله: "أتسخر بي وأنت الملك" ...).
وليس هذا الموضع في هذا الموضع في "المطالع"، إنما هو مؤخر، حيث بدأ كتابه ١/ ١٣١ بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذِه البهائم أوابد" في الهمزة مع الباء، ثم قال الناظم:(ويأبرون النخل) وهو في الكتابين، ثم ذكر:(لم يبتئر) وبعدها: (الأبزن) وكلاهما في الكتابين، على تقديم وتأخير، ثم ذكر:(الأبهر) وها هنا وقفة؛ حيث أن هذا الموضع ليس في "المشارق"، فأخره القاضي فجعله في حرف الباء، مادة:(بهر)، إنما ذكره هنا وقدمه ابن قرقول في "المطالع" ١/ ١٣٥ ثم قال: (وإنما ذكرنا الأبهر ها هنا؛ للزوم الهمزة له بكل حال، وإن كانت مزيدة في أوله).
قلت: فيتجلى من ذلك، وجمعًا بين قول من قال - وهم الأكثرون - أن "لوامع الأنوار" نظم الموصلي إنما هو نظم لي "مطالع الأنوار"، وقال السخاوي أنه نظم "للمشارق"، يظهر ويتجلى من ذكر الأبيات والعرض السابق أنه جمع بين الكتابين ونظمهما، أو هو نظم للكتابين معًا جامعًا بين زيادات وفوائد كل كتاب على الآخر، حيث بدأ نظمه بـ (أتسخر) وهي في "المشارق" دون المطالع، وذكر (الأبهر) وهو في هذا الموضع في "المطالع" دون "المشارق"، والله أعلم.
ثم أضيف إلى ما نقلته عن السخاوي، قول المكناسي في "جذوة الاقتباس" ص ٨٦ عن ابن قرقول: وقد تكلم بعضهم فيه من جهة كتاب "المطالع"، وهو ولابد كتاب "مشارق القاضي عياض" كان القاضي قد تركه في مبيضته، فاستعارها وجرد منها ما أمكن نقله، ثم نقل الناس من كتابه، قال ابن خاتمة: ولم يتصل بنا أنه نسب الكتاب إلى نفسه.
قلت: وهذا كلام عزيز نفيس، لو قطع بصحته لكان فيصلًا في هذِه