للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مريم: ٧١] وهو الجواز على الصراط، أو عليها وهي جامدة كالإهالة. وقيل: المراد سرعة الجواز عليها وقلة أمد الورود، يقال: ما فعلت ذلك إلاَّ تحليلا، أي: تعذيرًا، يضرب مثلا لمن يقصد تحليل يمينه بأقل ما يمكن.

وقوله: "يَكْرَهُ لِلْمُحْرِمِ أَنْ يَنْزعَ حَلَمَةً أَوْ قُرَادًا" (١) الحلم: كبير القراد.

قوله: "حَلَمَةِ ثَدْيِهِ" (٢) هو رأسه الذي يمتصه الرضيع من ثدي أمه. وقوله: "كَانَ يُصْبحُ جُنبًا مِنْ غَيْرِ حُلْمٍ" (٣) بجزم اللام، أي: لا من حلم المنام، وهو الاحتلام، وليس فيه إثبات أنه كان يحتلم، وقد نفاه عنه بعض الناس؛ لأنه من الشيطان؛ ولأنه لم يرو عنه في ذلك أثر، وقد يحتمل جوازه عليه ولا يكون من الشيطان لكن من الطبع البشري عند اجتماع الماء والبعد عن النساء (٤) والحلم أيضًا بضم اللام وسكونها: رؤيا النوم، والفعل منه: حَلَم بفتح اللام، والمُحْتَلِم والحالِم سواء، وهو البالغ، من الاحتلام.

وقوله: "أَحْلَامِ السّبَاعِ" (٥) أي: عقولها وأخلاقها من العداء والبطش، (والحِلم: العقل وأيضاً: الصبر) (٦) وضد البطش (٧) والسفه، وأيضاً الصفح


(١) "الموطأ"١/ ٣٥٨ من حديث ابن عمر بلفظ: "يَكْرَهُ أَنْ يَنْزِعَ المُحْرِمُ حَلَمَةً أَوْ قُرَادًا".
(٢) البخاري (١٤٠٧) من حديث الأحنف بن قيس عن رجل من الصحابة.
(٣) مسلم (١١٠٩/ ٧٥) من حديث أبي هريرة. و"الموطأ" ١/ ٢٨٩، ٢٩١ عن عائشة وأم سلمة، و١/ ٢٩٠، والبخاري (١٩٣١) عن عائشة، ومسلم (١١٠٩/ ٨٠) عن أم سلمة بلفظ: "مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ اْحْتِلَامٍ".
(٤) في (س): (الشتاء).
(٥) مسلم (٢٩٤٠) من حديث ابن عمرو.
(٦) في (س): (والحلم والعقل أيضًا: الصبر).
(٧) في (س): (الطيش).

<<  <  ج: ص:  >  >>