وقد كتب على طرة هذِه النسخة:(الأول من مطالع الأنوار على صحائح الآثار في فتح ما استغلق من الصحيحين والموطأ ....) ثم الصفحة بعدُ مملوءة، ففيها اسم المصنف ونسبته وكلام عنه وذكر طريقة تحمُّل الكتاب وتناوله، لكن مع شديد الأسف والتحسر لم نستطع قراءة هذا الكلام فمعظمه غير واضح ولا مقروء، فتبدو كلمة أو ثنتان وتخفى ثلاث أو أربع، بما لا يستطاع معه نقله كقطعة واحدة يعرف ما فيها ويستفاد منه، وما يظهر منه ويبدو يدل على أنه كلام عزيز نفيس، قد يتضمن اسم الناسخ وتاريخ النسخ وعمن نسخت، فكم تمنيت وحاولت قراءته، لكن لم أجد إلى ذلك سبيلاً، والله أعلم.
- ملاحظات على هذِه النسخة:
١ - يلاحظ المطالع لهذِه النسخ والقارئ لها للوهلة الأولى أنه يغلب عليها الاختصار في عباراتها، فعمد ناسخها إلى عبارات ابن قرقول في النسخة التي نقل منها وأخذ يتصرف في عباراتها بالاختصار والاقتصار، هذا إن كانت هذِه النسخة متأخرة النسخ، فيحتمل أن تكون هذِه هي نسخة ابن قرقول اختصر فيها ابن قرقول عبارات القاضي عياض، لكن استبعد هذا؛ لأن النسخ الخطية الخمسة الباقية متوافقة إلى حد كبير في العبارة ونظمها، فيبدو أن هذا الاختصار من صنع الناسخ، والله أعلم.
وكان هذا الاختصار والتصرف في عبارات الكتاب على أوجه منها:
-أن الناسخ عمد إلى بعض الكلمات والتي هي في بنيتها كبيرة فاستبدلها بكلمات أخرى أقل بنية، من ذلك أستبداله كل:(تقدم) بـ (مرَّ)، استبداله:(كذلك) و (هكذا) بـ (كذا)، استبداله:(قال ابن قرقول) بـ (قلت)، استبداله:(من غير) بـ (بلا)، استبداله: كلمة كذا (على وزن) كذا،