للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها عبّاد بن يعقوب الأسديّ الرّواجنيّ [١] الكوفيّ الحافظ. سمع من شريك، والوليد بن أبي ثور، والكبار.

قال ابن حبّان: كان داعية إلى الرفض [٢] .

وقال ابن خزيمة: حدثنا الصدّوق في روايته، المتهم في دينه، عبّاد بن يعقوب.

وروى عنه البخاريّ مقرونا بآخر.

وفيها عمرو بن بحر الجاحظ، أبو عثمان البصريّ المعتزليّ، وإليه تنسب الفرقة الجاحظية من المعتزلة، صنّف الكثير من الفنون. كان بحرا من بحور العلم، رأسا في الكلام والاعتزال، وعاش تسعين سنة، وقيل: بقي إلى سنة خمس وخمسين. أخذ عن القاضي أبي يوسف، وثمامة بن أشرس، وأبي إسحاق النّظّام.

قال في «المغني» [٣] : عمرو بن بحر الجاحظ المتكلم، صاحب الكتب.

قال ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون. انتهى.

وقال غيره: أحسن تآليفه وأوسعها فائدة «كتاب الحيوان» و «كتاب البيان والتبيين» وكان مشوّه الخلق. استدعاه المتوكل لتأديب ولده، فلما رآه ردّه وأجازه، وفلج في آخر عمره، فكان يطلي نصفه بالصّندل [٤] والكافور لفرط


العشرة، المتوفى سنة (٢٠٥) هـ. وقد تقدمت ترجمته في ص (٢٩) من هذا المجلد فراجعها.
[١] قال السمعاني في «الأنساب» (٦/ ١٧٠) : هذه النسبة سألت عنها أستاذي أبا القاسم إسماعيل ابن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان فقال: هذا نسب أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري، وأصل هذه النسبة الدواجن بالدال المهملة، وهي جمع داجن، وهي الشاة التي تسمّن في الدار، فجعلها الناس الرواجن بالراء، ونسب عباد إلى ذلك هكذا، قال: ولم يسند الحكاية إلى أحد، وظني أن الرواجن بطن من بطون القبائل، والله أعلم.
[٢] هكذا نسب هذا القول في الأصل، والمطبوع، و «تهذيب التهذيب» (٥/ ١١٠) إلى ابن حبان، ونسب في «العبر» للذهبي إلى الإمام أحمد بن حنبل.
[٣] «المغني في الضعفاء» (٢/ ٤٨١) .
[٤] قال ابن منظور: الصّندل خشب أحمر، ومنه الأصفر، وقيل: الصندل شجر طيب الريح.

<<  <  ج: ص:  >  >>