للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرارة، ونصفه الآخر لو قرض بالمقاريض ما أحسّ به لفرط البرودة، وسمي جاحظا لجحوظ عينيه، أي نتوئهما، وكان موته بسقوط مجلدات العلم عليه [١] .

وفيها الفضل بن مروان بن ماسرجس، كان وزير المعتصم، وهو الذي أخذ له البيعة ببغداد، وكان المعتصم يومئذ ببلاد الرّوم صحبة أخيه المأمون، فاتفق موت المأمون هناك، وتولى بعده واعتدّ له المعتصم [٢] بها يدا عنده، وفوّض إليه الوزارة يوم دخوله بغداد، وهو يوم السبت مستهل شهر رمضان سنة ثماني عشرة ومائتين، وخلع عليه، ورد أموره كلها إليه، فغلب عليه لطول خدمته وتربيته إياه، فاستقل بالأمور، وكذلك كان في أواخر دولة المأمون، وكان نصراني الأصل، قليل المعرفة بالعلم، حسن المعرفة بخدمة الخلفاء، وله ديوان رسائل، وكتاب «المشاهدات والأخبار» التي شاهدها.

ومن كلامه: مثل الكاتب كالدولاب، إذا تعطل انكسر، وكان قد جلس يوما لقضاء أشغال الناس، ورفعت إليه قصص العامة، فرأى في جملتها ورقة مكتوب فيها:

تفرعنت [٣] يا فضل بن مروان فاعتبر ... فقبلك كان الفضل والفضل والفضل

ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم ... أبادتهم الأقياد والحبس والقتل


«لسان العرب» (صندل) .
[١] قلت: جزم ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٧٤) بأن وفاته كانت سنة خمس وخمسين ومائتين. وقال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (١١/ ٥٢٧) : قال ابن زبر: مات سنة خمسين ومائتين، وقال الصّولي: مات سنة خمس وخمسين، وأرخ الزركلي وفاته في «الأعلام» (٥/ ٧٤) سنة (٢٥٥) ، وقد تبع المؤلف العامري صاحب «غربال الزمان» ص (٢٣٢- ٢٣٣) في تأريخ وفاته.
[٢] سقطت لفظة «المعتصم» من الأصل، وأثبتها من المطبوع.
[٣] في الأصل: «تفرغت» وهو خطأ وأثبت ما في المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>