للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا أنا بالكوفة، فدخلت مسجد الجامع، فإذا أنا بشاب حسن الوجه، طيب الرّيح، فقلت: سلام عليكم، ثم كبّرت أصلّي، فلما فرغت من صلاتي قلت له: رحمك الله، هل بقي أحد يخرج إلى الحج؟ فقال لي: انتظر حتّى يجيء أخ من إخواننا، فإذا أنا برجل في مثل حالي، فلم نزل نسير، فقال الذي معي: رحمك الله، إن رأيت أن ترفق بنا، فقال له الشاب: إن كان معنا أحمد بن حنبل فسوف يرفق بنا، فوقع في نفسي أنه الخضر، فقلت للذي معي: هل لك في الطعام؟ فقال لي: كل مما تعرف وآكل مما أعرف، ولما أصبنا من الطعام غاب الشاب من بين أيدينا، ثم رجع بعد فراغنا، فلما كان بعد ثلاث إذا نحن بمكة.

ومات عبد الله يوم الأحد ودفن في آخر النهار لتسع بقين من جمادى الآخرة.

وفيها على ما ذكره ابن ناصر الدّين، وهذا لفظ «بديعته» :

بعد الإمام ابن الإمام المفضل ... ذاك الرّضى بن أحمد بن حنبل

وأحمد الأبّار وابن النّضر ... ذا أحمد قرطمة كالبحر

محمّد البوشنجي خذه الخامسا ... وعدّ بالآذان ذاك السّادسا

فأما الأبّار، فهو أحمد بن عليّ بن مسلم النّخشبيّ البغداديّ محدّث بغداد، وكان ثقة، فاضلا، جامعا، محصّلا، كاملا.

وأما ابن النّضر، فهو أحمد بن النّضر بن عبد الوهاب، أبو الفضل، النيسابوريّ. حدّث عنه البخاريّ، وهو أكبر منه، وكان البخاري ينزل عليه وعلى أخيه محمد بنيسابور، وتحديثه عنهما في «صحيحه» مشهور.

وأما قرطمة، فهو محمد بن علي البغدادي [١] ، أبو عبد الله، وكان


[١] مترجم في «سير أعلام النبلاء» (١٤/ ٨٢- ٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>