للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسند الخطيب عنه [١] أنه قال: الكلام من غير ضرورة مقت من الله للعبد.

وفيها أبو محمد المرتعش عبد الله بن محمد النيسابوري [٢] الزاهد، أحد مشايخ العراق. صحب الجنيد [٣] وغيره، وكان يقال: إشارات الشبلي، ونكت المرتعش، وحكايات الخلدي. قاله في «العبر» .

وقال السخاوي في «طبقاته» : عبد الله بن محمد النيسابوري من محلة بالحيرة، صحب أبا حفص، وأبا عثمان، والجنيد، وأقام ببغداد حتّى صار أحد مشايخ العراق. كانوا يقولون: عجائب بغداد في التصوف ثلاث:

إشارات الشبلي، ونكت المرتعش [٤] ، وحكايات الخلدي، وكان مقيما في مسجد الشّونيزيّة. مات ببغداد.

ومن كلامه: سكون القلب إلى غير المولى تعجيل عقوبة من الله في الدّنيا.

وقال: ذهبت حقائق الأشياء وبقيت أسماؤها، فالأسماء موجودة، والحقائق مفقودة، والدعاوى في السرائر مكنونة، والألسنة بها فصيحة، والأمور عن حقوقها مصروفة. وعن قريب تفقد هذه الألسنة وهذه الدّعاوى، فلا يوجد لسان صادق ولا مدّع صادق [٥] .

وقال: الوسوسة تؤدّي إلى الحيرة، والإلهام يؤدّي إلى زيادة فهم وبيان.


[١] في «تاريخ بغداد» (١٢/ ٧٣) .
[٢] مترجم في «العبر» (٢/ ٢٢١) و «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٢٣٠- ٢٣١) و «غربال الزمان» ص (٢٨٧) .
[٣] في «العبر» : «صحبه الجنيد» .
[٤] قوله: «ونكت المرتعش» سقط من الأصل وأثبته من المطبوع.
[٥] في «طبقات الصوفية» للسلمي: «فلا يوجد لسان ناطق، ولا مدّع مطنب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>