للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشورى: ١١] ربنا، عزّ وجل، أول بلا متى، وآخر بلا منتهى، يعلم السّرّ وأخفى. على عرشه استوى، وعلمه بكل مكان، لا يخلو من علمه مكان، ولا يقول في صفات الربّ لم؟ وكيف؟ إلا شاكّ في الله تبارك وتعالى. والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره، وليس بمخلوق [١] ، لأن القرآن من الله، وما كان من الله فليس بمخلوق، وهكذا قال مالك بن أنس، والفقهاء قبله وبعده، والمراء فيه كفر. والإيمان بالرؤية يوم القيامة، يرون الله تعالى بأعين رؤوسهم، وهو يحاسبهم بلا حاجب ولا ترجمان.

والإيمان بالميزان يوم القيامة، يوزن فيه الخير والشّرّ، له كفّتان ولسان، والإيمان بعذاب القبر، ومنكر ونكير، والإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكل نبيّ حوض، إلا صالح النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فإن حوضه ضرع ناقته، والإيمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، للمذنبين الخاطئين يوم القيامة، وعلى الصراط، ويخرجهم [من جوف جهنم] [٢] . وما من نبيّ إلا وله شفاعة، وكذلك الصّدّيقون، والشهداء، والصالحون، والله عزّ وجل بعد ذلك يتفضّل [٣] كثيرا على من يشاء، والخروج من النار بعد ما احترقوا وصاروا فحما.

والإيمان بالصراط على جهنم، يأخذ الصراط من شاء الله، ويجوز [٤] من شاء الله، ويسقط في جهنم من شاء الله [٥] ولهم أنوار على قدر إيمانهم.

والإيمان بالله، والأنبياء، والملائكة، والإيمان بالجنة والنار، أنهما مخلوقتان، الجنة في السماء السابعة، وسقفها العرش، والنّار تحت الأرض


[١] في «طبقات ابن أبي يعلى» : «وليس مخلوقا»
[٢] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «طبقات ابن أبي يعلى» (٢/ ٢٠) .
[٣] في «طبقات ابن أبي يعلى» : «تفضل» .
[٤] أي يسلك الصراط من شاء الله من عباده، جعلنا الله تعالى منهم بفضله ورحمته، إنه خير مسؤول.
[٥] قوله «من شاء الله» سقط من المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>